الخميس، 31 ديسمبر 2009
حلم ليلة صيف
الأحد، 20 ديسمبر 2009
ديسمبر
صباحا...
.
وقبل أن يحزم النعاس حقائبه، بل وقبل أن أغسل وجهي بملايين الكلمات، مشت عيني حافية إلى رزنامة الوقت المعلقة علي جدار الذاكرة، تكنس في طريقها الماضي من الأيام كأوراق الخريف وتكدسها على حافة الذكري، وتقطف الأحلام ثمارا لتجمعها في سلة الأمنيات واجلة، فها هو شهر ديسمبر قد أتى، شهر تنسلخ فيه عن العمر سنة، لتبقى به أحلي الذكريات وشما علي جلد الذاكرة، شهر ما برح يخبئ في جيبه الربيع وينتعل الصقيع، شهر تصب في مجراه الشهور أنهارا، لتبحر في عبابه سفينة العمر محملة بالأمل، جاذفة الألم في عرضه، لتخفف بذلك من حمولة الذكري.
.
ديسمبر...
.
يبحثون في أيامك عن جدائل الشمس ودفئها، فتعاجلهم بالغيوم مظلة تبللهم بالمطر، والمطر دموع الشتاء، وأنا.. لا أرى في سمائك سوى أقواس القزح تفتح أبوابها عندما ينقرها المطر، ولا أري في عري أشجارك سوى أشجار مطرزة بالزهور، ولا أري في هجير شتائك سوي وهج الأمنيات، فبمطرك ينقشع سواد الغيوم، وبه ترتدي الأشجار حلة الربيع، وبه يغتسل عام جديد.
.
هكذا يرونك.. وهكذا أراك.. شهر ميلاد أجمل الفصول، شهر من رحمه يلد العمر عاما جديدا، شهر يتكاثر بعدد شهور السنة وأكثر، لتغدو كل الشهور في العيون... ديسمبر.مم
.
ديسمبر...
.
عندما يطفئني هجير شتائك، أبيع لي الأمل علب كبريت وأشعل أعوادها واحدا تلو الآخر، عبثا أحاول إبقائها مشتعلة، وتقسو عليها بإصرار رياحُك، وحين تمسي العلب فارغة.. أخالف الحكاية، فأبقى علي قيد حبك وأستعيض عنها بمواقد أمنياتك.
ديسمبر...
.
عسى أن تكون بداية هذه السنة لا تشبه النهايات، وأن تكون صباحاتها لا علاقة لها بالخريف، وأن تكون سنة على غير العادة.. تلبس الربيع علي مدار الفصول، وأن يكون الحزن في قلوبنا أقل والفرح أكثر، وأن تكون السكك في أيامها سالكة، والصافرات ناعسة، ومقاعد الانتظار خالية، والقطارات في محطاتها... تنام بسلام.