أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

السبت، 23 سبتمبر 2006

رمضان كريم

.

الجمعة، 22 سبتمبر 2006

الحب والصداقة

الصداقة لا تنتهي وإن تقطعت الطرق يوما بها تظل أبوابها مشرّعة، ولكن الحب إن شد رحاله مودعا فإنه لا يعود، فمن نحبه وننساه باعتماد موثق من قلوبنا لا يعود توقيعه أبدا على أوراق حياتنا
وإن شد الصديق أشرعته قد يعود بها النسيم يوما إلى شواطئنا، ولكن إن شد الحبيب أشرعته حتما ستردها العواصف وتشدها بقوة إلى شواطئنا ثانية، فالحبيب لا يقوى على الفراق وإن طال الزمن
شجرة الصداقة تظل مورقة، وإن زارها الخريف تعود وتورق في صيف جديد، ولكن شجرة الحب ليس لها إلا أن تعيش ربيعا دائما أو خريفا أبديا
وأما الأصدقاء فهم كدرجات السلالم، تقف صداقتهم على مختلف درجاته صعودا ونزولا، فبعيد الأمس قد يصبح قريبا، وقريب اليوم قد يصبح بعيدا، ولكن الحبيب يأبى إلا الوقوف عاليا على القمة ولا يرضى إلا أن يصبح في عمق أعماقنا
والصديق ملك مشاع للجميع، ولكن من نحبه لا نريده إلا ملكية خاصة نملك صكها وحدنا، فالحب لا يتجزأ ولا توزع الحلوى في كيسه على الجميع
الصداقة تمشي في طرقاتنا وتبحر في زوارقنا، بينما يأبى الحب إلا التحليق عاليا في سمائنا ليغمرنا مطرا وشموسا وأقمارا
وأحيانا يولد الحب من رحم الصداقة، ولكن الحب لا يولد من براعمه إلا الحب، فليس للبركان الذي في داخلنا أن يخمد ليبنى من ركامه صداقة على سفحه، فمحال أن يصبح الحبيب صديقا
بالصداقة تزهر حياتنا ويسعد يومنا، ولكن بالحب نزرع بستانا في قلوبنا، وتخلق السعادة ملامحها من تفاصيل يومنا
الصداقة كحصاد الحقول تتنوع في أشكالها وقد يقل مقدارها أو يزيد، ولكن الحب ليس له إلا شكلا واحدا لا يقبل أنصاف
الحلول، إما أن يكون قويا أو ينتهي إلى الأبد

الخميس، 7 سبتمبر 2006

عاشقة مؤجَّلة

هو يستلقي على ذاك المقعد الوثير المخضّب بألوان الحياة
ينزع عقارب ساعاتها ويراقص أيامها
..يمد يده إلى الطاولة المعدنية
..يقتنص الكأس
يلقي الدنيا في جوفه
ينام القمر في حضن السماء
وينام الليل في حجره
هي تجلس على كف الشجر
تحاكي الغيم والمطر
وتنادم النجوم والسهر
يخط حبه المجنون تعاريجه الوحشية على قلبها المتعب
فهو بحر يدمن المد والجزر على شواطئ مدينتها
وهي قمر يسكب عشقا فضيا ملتاعا على صدره
هو يزرعها وردة في زهريّة
ويركنها على الرف كقصة منسية
هي تزرعه بستانا في قلبها
وتهديه كل صفحات عمرها
هو يصنع منها وردة يزيّن بها معطفه
وهي تصنع منه مظلة تقيها من عشقه الماطر
هو يهوى التحليق بعيدا جدا
هي تكسّر جناحيها لتخلد إلى الغرق في حبه
..هو يملك وقتا لكل الأشياء
ولا يملك وقتا لها
..هي لا تملك وقتا لكل الأشياء
فوقتها مشحون بتفاصيله
هو يعشقها عشقا مؤجّلا
وهي تعشقه عشقا مؤبّدا
هو لا زال يتذكر أنه مارس التسّول يوما
وقال أحبّيني..
وهي لا زالت تتذكر أنها مارست الغباء يوما
وقالت أحبك ولأجلك أرسم خارطتي..
هو يجلس على ذاك المقعد الوثير مشغولا بتفاصيل أيامه
وهي تجلس على الكرسي الخشبي العتيق
بحزن يبعث أنفاس الرحيل المستديمة
في قلب يحمل عشقا مجنونا في قلبه
..هو يعرف بأن موجه الوحشي وعصفه المجنون
يمزقان كل أشرعتها الهائمة في بحره
..وهي تعرف أنه يعرف
..وتعرف أنه يتمرّن على العشق في قلبها
!حتى يتعلم كيفية ألا يعشق سوى نفسه

الجمعة، 1 سبتمبر 2006

من مذكرات عاشقة

.
كالأمس أحبك
حين اعترتنا شقاوة الصبيان والفتيات
فشاغبنا البحر والموجات
وسابقنا الريح والطرقات
وعلى الحيطان في تلك المدينة
كتبت حرفي ...
أول وآخر الحبيبات

الحب في قفص الاتهام

.
البعض يبكيه الحب لأنه يقبع تحت شجرة الحب وحيدا، فلا يبادله الطرف الآخر الحب ويكون حبه عقيما فيفشل
والبعض يكون كدوامة بحرية، تبلع وتصيح هل من مزيد.. ولا تعطي، فيطفو الحب ميتا على صفحة البحر غذاء للطمع والاستغلال والأنانية
وبعض البشر إن أحبوا ظنوا بأن المحبوب سيارة أو خاتما ثمينا فيسحق جنون التملك الحب ويفشل
والبعض تلبس ذاته رداء الكبرياء العظيم فينهار الحب عند أول مشكلة تعترضه
والبعض يضيع الطريق فيه إذا ما كان الصبر في الحب فانوسا ينيره
وأحيانا كثيرة نرى الحب يتيما باكيا على أرصفة الشوارع عندما يسلك الإنسان دروب الأكاذيب والغدر والخيانة
ويموت جنينا في رحم الحياة إن أصبح مسرحية رديئة أبطالها ثلاثة
والحب ليس سرا حربيا خطيرا حتى نكتمه في النفوس فجميل أن يعبر الإنسان عن حبه بالفعل والكلمة، والأروع أن نراه ينمو كبراعم الربيع، فإن كتمناه في قلوبنا أزهق الجفاء وروده وأماته
والحب شركة حياتية مساهمة، يملك أسهمها اثنين، فإن أخفق في إدارتها أحدهما أعلنت إفلاسها ...وهل هناك من أسباب اخري تهزم الحب؟
نهايةً...يقف الحب باكيا في قفص الاتهام حين نفشل، وفشلنا في الحب رداء نلبسه، فلا نعلقه على شماعة الحب ان فشلنا