أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

الأحد، 25 يوليو 2010

انسيه كما ينسى الرجال

من أجمل ما كتبت أحلام في النسيان:-

كلما تقدم بكِ العمر ازددت توغلا في الأدغال، ووجدت نفسك مضطرة إلى التعامل مع حيوانات بمظهر بشري، خاصة إن كنت امرأة فراشة تخال العالم مرجا من الزهور.

الصمت المفتوح على مزيد من الصمت يشي بضعف أو خلل عاطفي ما، يخفيه صاحبه خلف قناع الصمت خوفا من المواجهة، وحده الذي يتقن متى يجب كسر الصمت وينتقي كجواهرجي كلماته بين صمتين يليق به صمت الكبار.

ربما ما كان بخيلا ولا أنانيا، وربما كان سخيا بما هو أثمن من أن يشترى، لكنه ما كان معنيا بتطويقك به، بقدر ما كان مهتما باستحواذه عليك.

ابتعدي عن رجل لا يملك شجاعة الاعتذار، حتى لا تفقدي يوما احترام نفسك، وأنت تغفرين له إهانات وأخطاء في حقك لا يرى لزوم الاعتذار عنها، سيزداد تكرارا لها !

لو عرف الرجال عظمة رجولة تعترف بالخطأ لتجملوا بالاعتذار، بهذه الصفة بالذات يقاس السمو الخلقي لرجل يرى في اعترافه بالخطأ فضيلة لا انقاصا من كرامته.

أتمنى ألا تضعي تكاليف عذابه في فاتورتك وتعتذري له، يحب الرجال قلب الأدوار.

لا تنازلي رجلا بتقديم المزيد من التنازلات، في التبضع كما في الحب، الرجل لا يحب التنزيلات، يريد ما ندر وغلا.

لا تتركي مقعدا، تجلسين وتنسين عليه نفسك، انتظري واقفة، كي تذكرك ركبتاك بنفاد الوقت، ونفاد قدرتك على الوقوف.

ثمة رجال لا تكسبينهم إلا بالخسارة، عندما تنسينه سيتذكرك، ذلك أننا لا ننسى خساراتنا.

إدخلي إلى مطبخ الحب، وافرمي كل ما أصبح مصدر إزعاج في حياتك، اصنعي من الذكريات تبولة، انقعي برغل الأمنيات التي يبست في الغياب، افتحي براد الماضي، القي بكل ما تعفن فيه وكل ما انتهت صلاحية تناوله.

عندما تكف عن حبه، لا صمته ولا كلامه يعنيها، وهنا قد يخطئ الرجل في مواصلة إشهار سلاحه خارج ساحة المعركة على امرأة، هو نفسه ما عاد موجودا في مجال رؤيتها !

ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة، إذن يمكننا بالنسيان أن نشيع موتا ما شئنا من الأحياء، فنسيتقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا.

إن لم يكن الحب جنونا وتطرفا وشراسة، وافتراسا عشقيا للآخر، وعواطف صاعقة أكثر مما يحتمل تيار الحب من كهرباء، فهو إحساس لا يعول عليه.

إدخلي الحب كبيرة، واخرجي منه أميرة، لأنك كما تدخلينه ستبقين، ارتفعي حتى لا تطال أخرى قامتك العشقية.

على أيامنا ما عاد قيس مجنونا، كل قيس همه البحث عن مجنونة !

النسيان هو الكالسيوم الوحيد الذي يقاوم خطر هشاشة الأحلام.

. . . الفراق نوعا من القتل الرحيم.

الاثنين، 12 يوليو 2010

رسالة إلى سنونو

تحية بـ مذاق الخيبة وبعد،،،

لن أشفي غليلك بالأسئلة شوقا، ولن أتقصى سائر الأخبار بدءا كما اعتاد المحبين أن يفعلوا في رسائلهم، فـ بتّ أدرك تماما.. بأنه ليس كل المحبين نوارسا يشدهم الحنين ريحا إلى شواطيهم، فـ بعضهم نعام.. يدفنون قلوبهم في حفر الغياب، ينتفون ريش المحبة من أجسادها، ويمعنون في تعريضها لـ أهوال الوجع في سبيل حماية أطفال عنادهم، وبعضهم سنونوّات.. الهجرة من أعشاش قلوبهم سماههم، والترحال على متن الجفاء عندهم.. أبهى من الخلود في أحضان محبيهم.

لا زلت أتذكر.. كيف تشبّثت ذات صدفة بـ كتاب محبتك، بالرغم من أن القراءة ما عادت تستهويني منذ حزن ونيف، كنت آمل أن أفتح دفتيه فـ أجد في أول صفحة إهداء بـ اسمي عبقه حنانك وتوقيعه بـ اسمك، اقرأه على مهل.. استطعم حروفه.. والتهم كلماته بـ شهوة عاشقة، ووردة تباغتني بين صفحاته.. لا تذبل بـ قيظ خلاف أو شح قدر، لونها قانِ على غير العادة، ولا تشحب بـ لدغ عقارب الوقت، كنت آمل ذلك.. ولكن "الخيبــة".. كانت هي عنوان أخر الفصول في كتاب محبتك.

تحت مظلة السماء والبحر ثالثنا.. حيث كان أول لقاءاتنا، استيقظت في ذلك المساء أميرة على قبلتك، أكاد أحسّها دفئاً على شفتي وإن لم تكن، احتضنت كفي.. فـ كانا كفيّك لها محّارة.. "هكذا همست لي"، وفي عينيك.. رأيت حبنا كـ القمر عاليا ومنيرا، حينها.. غفى على صدري ألف نورس، وتدلّت على كتفيّ نجوم تنتظر قطفك، أو.. توهّمت ذلك، فما كنت أدري بـ أن حبنا في عينيك حصى دوسها سهلا، وركلها على شاطئ الهجر... لا يضيرك شيئا.

عندما جلست قبالتي ذات يوم، واحتويت الغيتار في حجرك.. حسدته، وعندما ضممته بـ ذراعيك.. حسدته أكثر، كانت أصابعك تداعبه، وكانت عيناك تداعب عينيّ، آثرت الهروب من خطى عينيك كي لا تخلد إلى النوم براءة الطفل فيّ، حينها.. توّهمت أني غيتار لا تجيد العزف عليه سوى أصابع محبتك، وأني سأكون أبهى وأروع بين ذراعيك، وأعذب نغما ولحنا بـ عزفك، وما علمت.. بأن النشاز سيكون من نصيبي.. وبأني سـ أركن في زوايا الجفاء.. كـ الكراكيب المهملة..!

في تلك الليلة.. أطفأت شمعتي، وكانت عينك عني مطفئة، جلست أنا والقمر بين جموع المهنئين.. وحيـدين، كلهم كانوا يرقصون هازجين، بينما قلبي بهلون حزين، رقص على حبل الوقت انتظارا.. وما أتيت، فـ لملم خيبته كـ عجوز تكفكف حزنها لـ سماع خبر موت ابن طـــال غيابه.. كانت هديتك الأكثر إيلاما.. وكان مذاق كعكتك الأمرّ من بينها جميعا.

أتذكُر ليلة أن خاصمني الفرح؟.. فـ توسّد قلبي صدر حنانك وبللت دموعي ضلوع مساءك؟.. ليلة أن أصبحت أنا.. نهــرا.. ضفافه ذراعيــــك وسماءه عينيك.. شراعه الهوى وزورقه الوحيـــد هو أنت؟.. ما كنت أدري حينها أن هذه الضفاف.. مزاجيّة الاحتواء، وهذه السماء.. حال طقسها غادر، وأن هذا الزورق في نهري.. مجرّد..... عــابر.

ذات حنين.. همست لي بـ أنك طائر مهاجر، جغرافية الأرض لا ترسم تخومه، وطنه الإنسان، وحدوده بـ وســـع الكون، المشاعر والقيم ملاذه.. وها أنذا ألمح عبر نافذة الغيـــاب على سرير اللامبالاة.. يستلقي جسد قلبك، يضاجع القسوة.. كي لا يدوم على طهر محبته، لم أكن أعلم بـ أن قلبك خـــائن، ومشاعرك فاجرة ورخيصة، وأن الإنسانية مجرّد.. حشرة مضيئة في غابتك..!!..

في فصل الخيبة من كتاب محبتك، وتحديدا.. على الصفحة الأخيرة فيه، لصقت ورقة صفراء وصغيرة تشبه قلبك، وبـ لسان قلبي أتممت عليها آخر سطورك.. فـ كتبت: "..... سأعلق حبك على جدار النسيان بـ مسمار جحودك، وسأترك لك حبي على منضدة الحلم وهج شمعة، وبعدها.. سأحمل أمتعة الخيبة وإلى محطة الفراق أذهب، وهناك.. حيث القلوب مسافرة، ومقاعد الانتظــار شاغرة، والصافرات يشوب صوتها الأنيـــن، والكل وجعا.. يتأهّب للـ رحيـــل.. وأنا... ما سافرت!!... ما عدت أحصي قطارات الحزن والفرح التي تمر على سكة أيامي.. فما عادت كلها تعنيني وتعنيك.. فـ قلبك حزم حقائبه و.. ســــافر ... .. ."

ذات حب.. كتبت ( أحبّـك ).. على شجرة صندل

فـ كتبت لي.. أ ح ب ك . . على ركب الريح. . و. . . ذهبت. .
.

ريشة في مهب محبتك

.