لميس فتاة مدللة ذات شخصية قوية ومحامية حديثة التخرج كان لها نشاط ملموس في سنواتها الجامعية فهي عضوة في أحد القوائم الطلابية كما أنها نشطة صحفيا مواظبة على الكتابة في جريدة آفاق للتعبير عن صوت القائمة وبث هموم الطالب الجامعي حبرا مقروءا على صفحاتها، مرحة جدا وجادة جدا وبين هذا وذاك صنعت لها خطا فاصلا للتعامل مع الناس من حولها وخاصة الشباب منهم، لم تكن تربط صداقات جامعية مع فصيلة أبو شنب لذلك فهم يرونها مغرورة ونفيسة (واللي ما يطول العنب...) فهي كانت ترفض هذا النوع من الصداقات وان كانت تؤيدها للغير (تجيد فن التناقض) كان حرصها الشديد من هذا الصنف الشائك المجهول يمنعها من وضع نهاية لهذا التناقض، عملها في أحد مكاتب المحاماة خفف من حدته فاختلاطها بالرجال حتمي وان كان الأسلوب يختلف ويحمل في ظاهره احتراما أكثر.. أقول في ظاهره فقط، كانت تعتقد بأن الرجال يتحلّون بأوصاف الملائكة إن كانوا في محيط العمل لطبيعة المكان، ولكن اجتاحتها المفاجأة وتيقنت بأن الرجال نصفهم رجال ونصفهم بغال (أجلّكم الله)، معاملتها اللطيفة تجعل الكثيرين يحاولون، فحسب اعتقاد معظم رجالنا إن اللطافة واللباقة تساوي في معناها الخفة والهشاشة أو هم يتصنّعون هذا الاعتقاد، وقد تكفيهم شرف المحاولة (شرف المضايقة)، كانت لميس تداوم على حضور المناسبات المختلفة في جمعية المحامين، وكان لها حضور مختلف أو هم يرونه كذلك، وكأنهم يعلمون بأن خلف طيات ثوب الجدية الذي تلبسه أشياء أخرى، ولكن يافطة ممنوع الاقتراب دوما مرفوعة فلا أحد يجرؤ على الافتراب تجنبا للفشلة من احتمال أكل زفة محترمة... وخاصة ذاك الذي يعمل محاميا في أحد المكاتب الكبيرة، يختلس النظر من بعيد كأي متزوج ثلاثيني عينه زايغة لسبب في نفسه، وكأي بدوي مثقف يفضل التحضر ويرفض بداوته المحبوس في قنينتها المفتوحة ليرى من عنقها الجمال الحضري
...المختلف والعقول الأنثوية المثقفة
لم تمر أكثر من سنتين حتى نام كل الكويتيين والمقيمين على كفوف الرعب لتهديد المقبور صديّم (الله لا يرحمه) بالسلاح الكيماوي، وتلقفت أرض الكويت مجموعة وفيرة من الصواريخ جعلت لميس حبيسة البيت لا تنام على صوت صافرات الانذار، هي تخاف من نملة فلا تخاف من صاروخ؟.. بعد أن هجعت صواريخ صدام قليلا أخذت إجازة من العمل خوفا من هطول صواريخ أكثر وانضمت بدافع وطني إلى أحد اللجان الشعبية المنشور إعلانها في الجريدة آنذاك، ارتدت جينزا كعادتها وقميصا أبيض وذهبت إلى اللجنة، أخذ منها الطريق أكثر من نصف ساعة فهي لم تعتد على المناطق البعيدة، كانت أبعد منطقة ترتادها في الكويت هي مشرف لزيارة أحد الصديقات، وصلت بعد جهد جهيد، دخلت إلى
...المدرسة حيث موقع اللجنة
صادفت ذاك المحامي البدوي عند المدخل سلمت عليه ومدت بوزها شبرين وأخذت تتذمر كالأطفال من بعد اللجنة ومن هذه المنطقة الداثرة ومن خوفها على نفسها وعلى سيارتها من هيلق المنطقة، ابتسم في وجهها نصف ابتسامة وأخبرها بأنه هو رئيس اللجنة وهو من اختار المكان وعلمت بأنها منطقة سكنه، لم تهتم ولم تُحرج بل لم يعجبها الرد وكأنه كان من الواجب عليه بأن يختار موقعا أقرب من بيتها الذي ترى من حديقته برج التحرير ومبنى التلفزيون وكأنهما زائرين متنزهين في حديقة منزلها، هي عفوية وسريعة الانفعال لم تكن تقصد إحراجه بلع كلامها وطوّف حاله حال الرجال، وتجاذب معها أطراف الحديث بوجل فلم تكن الفرصة تلك متاحة في جمعية المحامين، وعلمت بأنه صحفيا متمرسا، فاغتنمت الفرصة وسألته المساعدة، ففي خضم هذه الأحداث وبدافع وطني كتبت كلمات كثيرة ودت لو تنشر
...رحب بذلك ترحيبا كبيرا وأعطاها رقم هاتفه النقال ورقم فاكسه
هناك 10 تعليقات:
ليكون مسكينه صدقت
قوليلها ماكو محامي سنع
lawyer
lawyer:
LOL أهل مكة أدرى بشعابها :)
تابعي القصة
وبعدين معاك أنتي .. ومشاري .. توصلونا حق الماي و ماتخلونا نشرب منه ..!! علقتيني .. بدون كلام الجزء الثاني لو سمحتي ..!!؟
2 u all:
:)
عاد مشاري أخ عزيز ما نرضى عليه ;)
تعليق لمزيد من التشويق
تابع القصة
متأخر بس ما نطرت الجزء الثاني
:P
بداية حلوة
bo9ali7:
يالغايب...عيل انطر الثالث :p
عجيييبة .. اشوه اني دشيت الحين والاجزاء موجودة
;pPpPp
احب اسلوبج بطرح ان كانت قصة او شعر او قضية .. دايما تشديني حق بوستاتج
الله لايحرمنا منج :)
red lady:
مشكورة على الكلام الحلو يالقاطعة :)
والله لا يحرمنا من مدونة حليوة مثلج
كم كبير من التهجم على الرجل ارفضه بشدة
وللعلم المجتمع ينظر للمحامية الانثى بنفس النظرة وشوى اكثر
فيجب الكتابة بحيادية دون التحيز لطرف
mishari:
يا بعد قلبي يا بو جود هذي قصة تعكس جزء من واقع مجتمع مو بحث اجتماعي
علامك انت وبوصالح عبالكم داشين مركز بحوث واستشارات
:p
إرسال تعليق