الشرارة الأولى من حبي للشعر لم ترافق في البدء غادة ونزار، بل أبي ماضي وجبران ومطر و...غازي القصيبي، طرت فرحا كعصفورة حين رأيته للمرة الأولى و..الأخيرة في أمسية أقيمت في الكويت من خلال مهرجانات هلا فبراير، كان مساء مضيئا على غير العادة، لم يغفل عن إلقاء قصيدة "أقسمت يا كويت"، عدد الحضور كان قليلا وما كان بقدر حجمه، وحين انتهت الأمسية، خرجت وأنا لا زلت عطشى لحضوره الباهر، كان ذلك منذ سنوات طويلة..... هو سيظل حاضرا بيننا رغما عن رحيله.. لأن المبدعين لا يموتون... وهنا من قديم كلماته التي أحب..
وكيف أسافر عنك؟
وكل الدروب تقود إليك..
وتبدأ منك
وكل الثواني.. وكل الدقائق..
كل الليالي.. وكل الأسابيع..
تحدّث عنك
وكل الشواطئ.. كل البحيرات..
كل المطارات.. تعرض عني..
وتسأل عنك
ويعبس في وجهي البحر..
حين يراني بدونك..
يعبس في وجهي البر..
حين يراني بدونك..
واعجبا.. كيف أمشي وحيدا..
وأحمل عار رحيلي عنك
وكيف أسافر عنك؟
وأنت هنا.. كل حلم يزور مع الصحو..
أو في النعاس..
توّلد منك..
وعبر ازدحام الفنادق..
خلف زجاج الحوانيت..
في كل سطر أراك..
كأن جميع السطور بكل الجرائد
.. عنك ..
واذكر وجهك حيت تغيم السماء
فهل سمع الغيم ما قلت عنك؟
واذكر وجهك حين تسيل السماء
فهل عرف الغيث أني ظمئت..
وأن غديري ينبع منك؟
وكيف أسافر عنك؟
وأدري وتدرين أن قصيدة عمري
عنك.. ومنك
.
- غازي القصيبي-
هناك تعليقان (2):
الله يرحمه ... حزنت لرحيله وسلوانا كلماته العذبة التي تحمل روحا لشاعر مختلف
لم أقرأ كل كتبه ولا كل قصائده خوفًا من فقدانه:(
أتلذذ كل مره أسمع بها بشطرٍ من قصيدة لا أعرفها.
كان كلامك قريبًا... ربما لأنه عن غازي.
إرسال تعليق