كيمياء الحب، كثير منا سمع بها، وقليلنا سكنت ضلوعه، هي شعور أشبه بالبرق حين يضرب السماء، يتخلل أحشائها بلا سابق إنذار، فتزوبع السماء وتنتفض ماطرة، يحدث حين ترى عيننا شخصا، فيتغلغل في أحشاءنا، تتسارع نبضات القلوب، وتتلون الوجوه، نرتبك وتعترينا أعراض كثيرة، فنعرف حينها أننا مصابون بحمى الحب.
أجريت دراسات وبحوث كثيرة لاكتشاف أسرار هذه الحمى الشاعرية، و قد وجدت "هيلين فيشر" باحثة في الحب، وعالمة في علم الإنسان "أنثروبولوجي" في أحدى الجامعات الأمريكية، أنه عند هذه اللحظة يزيد إنتاج المخ لمزيج من عدة هرمونات في الجسم، مما يعمل على رفع ضغط الدم، فيؤدي ذلك إلى تسارع نبضات القلب، وتعرّق راحة اليد، وتورد الوجنتين، ويولد شعور الإعجاب والرغبة، والشعور بالحماس والنشاط، والسهر وعدم النوم، وفقدان الشهية، وحدوث عارض قصر الذاكرة، فننسى كثيرا ويشرد ذهننا حين نحب، وأعراض كيمياء الحب تتوالد أكثر عند الرجال، كون الرجل مخلوق بصري بطبيعة تكوينه، ورؤية الحبيب تنشط هذه الأعراض، ولا تتوالد نفس هذه الأعراض، إلا في الأنشطة الرياضية الحادة، كالسقوط الحر والطيران المظلي والسباقات الآلية السريعة، وذلك للأسباب نفسها!
وقد أجرى باحثون اختبارا، بعمل أشعة الرنين المغنطيسي للمخ على أشخاص وهم يرون صور أحباءهم، فعرفوا لم في هذه اللحظة يأخذ المحبوب الحيز كله من التفكير، وذلك لأن المخ يزيد في إنتاجه لهذا الكوكتيل السحري في الجسم عند رؤية الصورة، كما وجدوا أيضا أنه في حالات الحب يكون مستوى هرمون السيروتينين في الجسم أدنى من المستوى الطبيعي، ويعد اضطرابه أحمسببات حالة الوسواس المرضية، وهو ما يفسر حالة القلق والخوف المستمرة على المحبوب.
يعتقد الكثير من البشر أن الحب مكانه القلب، وما عرفوا أن الحب ناتج عن تجاوب المخ لما يحمل الإنسان في عقله الباطن عن الطرف الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق