أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

الأربعاء، 29 أغسطس 2007

فنجان قهوة وجريدة.. في ذات صباح

صباحٌ رتيب.. ككل صباح عتيد يطرق الباب هنا فتفتح له مرغمة، صباحٌ يبعث على الضجر كصباحاتها المتشابهة منذ أمد والتي لطالما تصر على التشبث بياقة القلق على وقت وقلب وضمادة، يغمرها حبور الشمس متسللاً عبر النافذة ليبعثر ظلمة لذيذة، يجدل خيوطه على لحاف الفراش صانعاً يقظة تصرّ على زرع دفء منتظر رغماً عن برد يعتري القلب، يقظة تسعف الذاكرة بأن البهجة لا تزال تقبع هنا في أحد الأدراج مستكينة، تنتظر رحيل بعض من قلق يجثم بعناد على أنفاس يضنيها الاختناق، تمد يدها من تحت اللحاف لتنير المصباح بكسل، يطل عليها بخفوت إنارته، تلتقط فنجان القهوة بخمول وتطبع على شفتيه قبلة إعلاناً لبدء ممارسة طقساً صباحيّاً اعتادته الرتابة هنا، تصافح الجريدة بملل فجلّ أخبارها كيومها رتيبة، كل شيء رتيب هنا يصطفّ على أرفف يومها بانتظام، يرن الهاتف.. يصر على الرنين كطفل لحوح، لا ترد.. ليس طقساً صباحيّاً، تحدّق مليّاً.. ترى رسمه من بين الزحام!.. تفتح نافذة القلب فيهبّ عليها نسيم لهفة لم تعتاده، تنزاح الستائر لتكشف عن ورد يتـّشي بلون الخجل يغازله المطر، ويلتحف بشمس يدفئها القلب على الرغم من كل الشتاءات المتواترة، وأوراق الخريف المتساقطة والغضب العارم الذي استرسلت الستائر تنثره بإصرار بعيدًا عن صورته وابتسامته المدسوسة في وجه الحيرة وقسمات الغيـــــاب
حين رأته.. مكثت النافذة لوهلة عارية إلا منه!.. لم يطلّ عليها من نافذة القلب بالأمس
فما بال الفصول اليوم تحتفي بصخب وتغزل من وجهه وجهاً جديدًا؟ ..
وما بال الاشتياق اليوم يحتفل برسمه بحزن مزيّناً كل الجدران والزوايا عند نافذة القلب؟ ..

.
..عندما يصطك قلبي اشتياقا
..ويلسعني برد الفراق

..يبحث الصدى عن بكاءاته المخنوقة
..!فلا يجد سوى انفجار الصمت
..في الصباحات
..يشربني فنجان القهوة
..لوعات ورشفة من لهفة
..ليبدأ في سرد حكايات
..يتيمة الروح
..ثكلى القلب
..مقطعة الأوردة
..ومنزوعة النفس
..ليعلن عن أنثى هنا
..مضرجة بالوَله
..تلبس وجهاً جديدًا كل يوم
..لتخفى عُريها
..لتكتشف أنها من دونه
!عارية على الدوام
..قهوة باردة
..أتعبها الانتظار
..وشى بها هجير الفراق
..وأطفأ معها فوانيس القلب
..وتبقى القهوة باردة
..إلى حينٍ
..وعند نافذة القلب
..تنتظر شـــوقاً ينام
..لوجه يعود من بين الزحام
..أو تلبس وجهاً جديدًا كل يوم
..لعلّ الوجوه تنسيها
..عُرياً جديداً
..يتجدد كل يوم

السبت، 25 أغسطس 2007

المحبة في قلب جبران

.
كنت على موعد والقراءة منذ زمن بعيد، وكنت على صداقة متينة بمكتبة والديّ إلى أن شبّت
مكتبتي عن طوق ماجد ولولو والعربي الصغيرين وبقية الأصدقاء، قرأت لكتّاب كثر وانتصر
عليهم جبران فلا زلت اقرأ له، ويظل الملل عدوًَا دائماً لكلماته المغمسة بفلسفة تتكلل بالورد
.وتتظلل بغيمات السماء
...تلك بعض من كلماته نثرها يوما في كتاب النبيّ بقلم يلبس حزناً وضنك حياة

.

..إذا أشارت لكم المحبة فاتبعوها
..وإن كانت مسالكها صعبة متحدرة
..وإذا ضمّتكم بجناحيها فاطيعوها
..وإن جرحكم السيف المستور بين ريشها
..وإذا خاطبتكم المحبة فصدقوها
وإن عطل صوتها احلامكم وبددّها كما تجعل الريح الشمالية
..البستان قاعاً صفصفاً
.
..المحبة تضمّكم إلى قلبها كأغمار الحنطة
..وتدرسكم على بيادرها لكي تظهر عريكم
..وتغربلكم لكي تحرركم من قشوركم
..وتطحنكم لكي تجعلكم أنقياء كالثلج
..وتعجنكم بدموعها حتى تلينوا
..ثم تعدّكم لنارها المقدّسة لكي تصيروا خبزًا مقدساً على مائدة الربّ المقدّس
.
كل هذ تصنعه المحبة بكم لكي تدركوا أسرار قلوبكم فتصبحوا بهذا الإدراك جزءًا من
..قلب الحياة
!غير أنكم إذا خفتم وقصرتم سعيكم على الطمأنينة واللذة في المحبة
..فالأجدر بكم أن تستروا عريكم وتخرجوا من بيدر المحبة إلى العالم البعيد
..حيثما تضحكون ولكن ليس كل ضحككم
..وتبكون ولكن ليس كل مافي مآقيكم من الدموع .
..المحبة لا تعطي إلا نفسها ولا تأخذ إلا من نفسها
..المحبة لا تملك شيئا ولا تريد أن يملكها أحد
..لأن المحبة مكتفية بالمحبة
.

الأربعاء، 15 أغسطس 2007

رسائل مختومة

-1-
.
!هو: أريد أن أدخل
.المزلاج: أبوابي لا تفتح إلا للفرسان
.هو: سأراقصــها
.المزلاج: حذاء سندريلا ليس معك
.هو: سأهديها مغزلاً
!المزلاج: لا تريده.. فحلمها حب مئة عام
!هو: افتح أبوابك.. أريد الدخول
.المزلاج : ابحث عن مملكة أخرى
-2-
.
!الزهرة: أغيثيـــني
الغيمة: ما الخطب؟
...الزهرة: هذا الدبّور
الغيمة: ألَََََََسَــعك؟
.الزهرة: لا.. ولكن طنينه يزعجني ودورانه حولي يؤذيني
.الغيمة: لا عليكِ... سأحميك
..بكت الغيمة
..ارتوت الزهرة
..انكسرت الشوكة في تاج الزهرة
!و... سقط الدبّور
-3-
..هي: أنت ضباب يفتعل الوضوح
..وبعثرة ترفـض الترتيب
..وحمــاقة تنتحل الحكمـة
..وهمجية تصطنع الحضارة
... باختصـــار
!أنت طفـلٌ يدّعـي الرجـولة
!هو: شكراً
.هي: لا شكر على واقع
-4-
.
هو: كنت بالأمس مسافراً.. سألقاكِ غداًً
هي: وماذا عن اليوم؟
.هو: اليوم مسافرٌ أيضاً
.هي: إذاً ألقاكَ غداً
!هو: من المحتمل أيضاً أن أسافر في الغد
.هي: حسناً... تمنياتي لك بسفرٍ سعيد
-5-
.
..بعد جدال عنيف
..فاضت له الأنهار
..اختلافاَ على الأعذب
..حضر القمر
..وطلب الصمت
..فجدالهم ينـْفـَضُّ عند البحر
!وملوحته هي الأعذب

الثلاثاء، 7 أغسطس 2007

اللقاء الأول

.
!آسفة.. تأخرت
..قالتها بخفوت
..وأنفاسها تتماوج
..وشهقاته تتدافع
..كجمهور نجم
..على شباك التذاكر
..فالإبحار فيها
..يطفئ للشوق شمعة
..ويزرع للحب وردة
..ويشعل في الليل
!ألف ألف نجمة
.
..حبيبتي أنتِ
!قالها بلهفة
..وفوانيس بعينه مضيئة
..تبدد ظلمة قديمة
..ففستانك المنقط
..يُسهد المضاجع
..وبشعرك المسدل
..تهزج المرابع
..ولكعبك الأسود
..ترقص المسامع
.
..حبيبتي أنتِ
..لأجلك في المضارب
..أعلن الصبر
..وأضرم الشوق
..وأمحي الساعات
..وأكسر العقارب
.
..حبيبتي أنتِ
تأخرتِ؟
..لا يهم
..فالإبحار فيك
..يحصد ألف لهفة
..ويصنع ألف نوّة
..ويذبح ألف مرّة
..لا يهم
..لا يهم
..لا يهم
.
.
.
..ألا تعلمين؟
..بأن وقتي ثمين؟
!صحت على صوته
..أردف ساخطاً
..دقائقٌ عديدة مضت
..وأنا على المقعد هنا
..لا أزال أنتظر
!امتعض وسكت