أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

السبت، 29 نوفمبر 2008

من أوباما

.
:لِجَميعِ الأعرابِ شُعوباً أو حُكّاما
قَرْعُ طَناجِرِكُمْ في بابي
أرهَقَني وَأطارَ صَوابي
افعَل هذا يا أوباما
اترُك هذا يا أوباما
أمطِرْنا بَرْداً وسَلاما
يا أوباما
!وَفِّرْ للِعُريانِ حِزاما
يا أوباما
!خَصِّصْ للِطّاسَةِ حَمّاما
يا أوباما
!فَصِّلْ للِنَملَةِ بيجاما
يا أوباما
قَرقَعَة تَعلِكُ أحلاماً
وَتَقيء صَداها أوهَامَا
وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي
لا يَخبو حتّى يتنامى
وَأنا رَجْلُ عِندي شُغْلٌ
أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتكُمْ
أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ
فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً
كَي أحظى بالعُذْر ختاما
لَستُ بِخادمِ مَن خَلَّفَكُم
لأُسِاطَ قُعوداً وَقياما
لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى
إن أنَا لَمْ أصِلِ الأرحاما
لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى
لأكِونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما
وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني
!وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما
فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ
أو ظَلُّوا أبَداً أيتاما
أنَا أُمثولَةُ شَعْبٍ يأبى
أن يَحكُمَهُ أحَدّ غَصبْا
و نِظامٍ يَحتَرِمُ الشَّعبا
وَأنا لَهُما لا غَيرِهِما
سأُقَطِّرُ قَلبي أنغاما
حَتّى لَو نَزَلَتْ أنغامي
!فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. ألغاما
فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً
وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما
أمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا
في هذي الدُّنيا أنعاما
تَتَسوَّلُ أمْنَاً وَطَعاما
فَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلُ
في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي
لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي
!أن أرعى، يوماً، أغناما
. هيييييييه
.
- أحمد مطر -

الأحد، 23 نوفمبر 2008

من ذاكرة الحياة

. .
يتسلل إلينا الشتاء على أطراف أصابعه.. فـ يطوف في ذاكرتي يوما.. كنت فيه طفلة صغيرة.. اشترت لي أمي معطفا من فراء الثعالب.. حزنت للونه الداكن وفرائه النافر.. سرعان ما عادت أدراجها لـ غاليري لافييت لتبدله بآخر ناعما.. ناصع البياض كـ أرنب.. كان أرخص ثمنا.. ولكني سعدت به.. وشكرتها.
..
وعندما كبرت وفهمت.. ما عاد يروق لي فراء الأرانب.. ولا للحياة.. ولا للناس أيضا.. لذا.. بت أفضل ارتداء المعاطف الفاخرة.. فـ فراء الثعالب دافئا أكثر.. ملونا أكثر.. ويعلن بأنه الأغلى.. يتحمل مطر الغابات فلا تضيره رطوبة البرك الراكدة.
.
.
.
ولا زلت أذكر توتة الصغيرة.. تلهو مع الأسماك الملونة في حوض جورج سانك هوتيل الكبير.. أتأملهم أنا ودهشتي وابتهاجي سوية.. ألقي عليهم ابتسامة الصباح و تثاؤب المساء.. لأقف أنا والسعادة نحكي لأبي وأمي حكايات توتة وأصدقائها الصغار.
..
وإن دار دولاب الزمن.. وسابقتني ريح الأيام.. أظل أنا والأسماك على مائدة الطعام في خصام مستمر.. ولكن كلما أتذكر توتة الصغيرة وأصدقائها الملونين .. أعي بأن السعادة قد لا تكمن في الأشياء.. بقدر ما تكمن في اللحظات الجميلة التي تمر علينا.. كالقطارات الـمسافرة عبر المــــانش.
.
.
.
كما أذكر لحظات مضت.. كنت أضيق دوما فيها من الجلوس على كرسي خشبي متواضع لـ طاولة.. تلبس مفرشا ملونا بالأزرق والأبيض.. ويتوسطها صحن روب مغمس بالعسل.. وصخب نادل يوناني يضج في مطعم شعبي على الناصية.... لم يكن يعجبني ذلك أبدا.
..
وعندما كبرت قليلا .. أدركت أنه ببساطة شكله وتقديمه.. وصخب المكان.. وفوضوية النادل.. قد يكون أشهى وأكثر حلاوة.. من قطعة مارون جلاسيه في مطعم باريسي يتوسط الشانز.. ويغازل الإتوال من بعيد.. بـ نكهة عشاق باريس.
.
.
.
ولا زلت أذكر.. إصراري ورغبتي.. في اعتلاء ثلاثمئة درجة حجرية.. فقط.. لأرى الأكروبوليس عن قرب.. يبدو لأول وهلة.. كـ أسمال محارب قديم .. ولكن سرعان ما يباغت بالحديث بـ أنفة.. عن أفروديت وهيراكلس.. وحضارة تنفض التراب.. تشتعل بالنار.. وتثور في كبد السماء.
..
ودوما ما يشاكسني الضجر.. ويغويني الامتناع.. عن نزول سلالم قليلة والجلوس على مقعد لـ سيرك تشيكي.. سقفه باهت.. فقراته معادة.. وخيوله مجهدة.. وأسوده.. قد تأكل أصحابها.. ينتهي عرضه في ساعة محددة.. لا أشتهي الحضور.. بالرغم من أن نزول سلمه سهلا .. وتذكرته زهيـــدة!
.
.
.
وأيضا تطوف في ذاكرتي ليلة.. أغلقنا فيها أبواب السيارة بإحكام ومررنا في حي أثيني رث.. تصم فيه هلوسات المدمنين جدران الأزقة.. كانت عيونهم غائرة.. والبقع على أجسادهم واضحة.. حينها.. صببت عليهم ألف لعنة.. ورجمتهم بألف تهمة.. وزرعت في ذهني آلاف الانطباعات البائسة.
..
وبعد أن كبرت ونضجت.. أدركت أن بعض الذنوب بريئة.. وبعض الخطايا أطفال سفاح وُلدوا قسرا على رصيف حزين.. أو في حفل زار يُلتمس فيه الشفاء.. وأدركت أيضا أن جراب الخطايا قد لا يكون نتنا.. فقط.. يعلوه غبار التجارب وأتربة الظروف.
.
.
.
وفي عيد النبيذ السنوي.. فوق البلاط الحجري وتحت الأشجار الوارفة.. تتفرج عليه كعرض مسرحي كبير.. يترنح السكارى كالقناني الفارغة.. ويزاحم راقصين في حلبة الرقص فرقة فلكلورية.. يدندون وموسيقى الزوربا.. ويتأرجحون كالنجوم الساقطة بين أيدي رجال الأمن.. يلقوا بهم خارجا.. فلا مكان في العيد لسقط النجوم.. وتبقى العيون ساهرة على حراسة الناس والمكان.
..
وأما الآن.. فقد أدركت بأن الحياة هي عيد النبيذ الأكبر.. وأن الدنيا ملئي بالفلكلوريين والراقصين والسكارى.. وأن الحياة كل مرتادوها.. كلهم.. يرتشفون النبيذ وأكثرهم سكارى.. وما من رجال أمن فيها.. فيتمادى الساقطين في إيذاء الآخرين.. وتيقنت بأن عيد النبيذ اليوناني في ذَفني.. كان أكثر أمنا واطمئنانا من هذه الحياة..!!
.
.
.
أشتاق.. وأشتاق لرؤية نوارسا صادحة.. تناجي بتوق ضفاف السين .. بينما يتناثر في حضنه قبلات المحبين .. وأتمتع كثيرا بـ حضور حفل راقص للبولشوي.. ولا أمل قط من زيارة اللوفر والجلوس على
السلالم في كل مرة لتغوص عيناي في أسقفه المزركشة.. وأما الليــــدو.... فـ يستهويني كثيرا. .
..
أعلم جيدا... بأن ليست كل الطيور نوارسا صادحة..
. وعازف الأوكورديون في أحد شوارع باريس.. حتما يستجدي النقود..
. كما أعلم بأن ليس كل رسامو المونمارت... ببراعة رينوار..
وأن بعض نوادي باريس.. رخيصة جدا...!!
.......
....
.

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

أصايل أمريكا وبياسر الكويت

.
بعيدا عن السعدون.. أعجبني المقال
.

الأحد، 16 نوفمبر 2008

لعنة تاء التأنيث

للمجتمع نظرة غريبة عجيبة للاشياء والمفاهيم تحتوي على قدر غير عادي من التحيز، وهو تحيز غير مفهوم بتاتا، فلقد اعطى المجتمع ميزة للرجل في بعض الاشياء واعتبرها عيبا لدى المرأة، واحيانا الرجل نفسه يجد هذا التميز ظلما للمرأة، فعلى سبيل المثال
:
لماذا يطلق على المرأة المثقفة معقدة والرجل المثقف عميق؟
!
لماذا يطلق على المرأة المثابرة في العمل صعبة والرجل المثابر في العمل ناجح؟
!
لماذا يطلق على المرأة الطموح جدية والرجل الطموح مميز؟
!
لماذا يطلق على المرأة المبدعة مجنونة والرجل المبدع فنان؟
!
لماذا يطلق على المرأة المتعلمة متعالية والرجل المتعلم مثقف؟
!
لماذا يطلق على المرأة الصريحة جريئة والرجل الصريح واضح؟
!
لماذا يطلق على المرأة الجميلة سطحية والرجل الجميل جذاب؟
!
لماذا يطلق على المرأة القوية مسترجلة والرجل القوي متألق؟
!
لماذا يطلق على المرأة المتحررة منحلة والرجل المتحرر متفتح؟
لماذا يملك الرجل حق الاختيار في الزواج ولا تملك المرأة سوى حق الموافقة او الرفض؟
لن تنتهي الاسئلة ولن نصل الى الاجوبة، فالرجل نفسه يعترف بأن المجتمع العربي مجتمع ذكوري، مهما بلغ التطور فينا، العديد من النساء كافحن قبلنا لنصل للمكانة التي حظيت بها المرأة اليوم، تظل خطواتنا متأخرة بمراحل ان قورنت بالمميزات التي يتمتع بها الرجل.. فقط لانه رجل، في عادتنا وتقاليدنا ظلم كبير للمرأة وابداعاتها وتميزها وحتى باستقلالية شخصيتها، فمجتمعنا يطالبها بأن تكون تابعا للرجل دوما ان كان ابا او اخا او زوجا، متناسين ان لها حق الاختيار، وان جنس الانسان يجب ألاّ يكون سببا في تميزه بل شخصية وصفاته واخلاقه، طموحي كبير وحالم ولكن كان لي شرف المطالبة بشيء من المساواة على الاقل في حق الاختيار للاشياء التي نحبها في الحياة دون ان نلقي هذا الكم الهائل من التحيز.قفلةأعترف بأنني وكلت نفسي المتحدثة الرسمية في حق العديد من الاناث في العالم العربي، ولا احسب اني اقصد التحيز ولكني اود ان يتخيل كل رجل أنه انثى ويعيش الخيال لدقائق ليرى مدى الظلم الذي نعانيه لا لسبب فقط لاننا ولدنا اناثا، تلك هي لعنة تاء التأنيث التي أتحدث عنها
.
مقالة جميلة كتبتها أروى الوقيان في جريدة القبس منذ فترة، الأنثى المثقفة هي الوحيدة القادرة على سبر أغوار نظرة الرجل الشرقي للمرأة واكتشاف المخبوء بين السطور ونظرات العيون، قليل من يحترم المراة وكثير من يتظاهر باحترامها والأكثر هم من لا يحترمونها
.
بقدر ما كنت أجد الموضوع بشكل جميل في الأسرة، بقدر ما وجدته على النقيض في واقع مجتمعنا، بينما تحيط الأسرة الفتاة المثقفة بالفخر والاعتزاز، يحيطها المجتمع الذكوري بالغيرة أو الخوف منها أو وضعها في إطار "أنت مخلوق جميل مثقف" لا العكس، أتفق مع أروى وتتفق معي، حتى لا أكون متهمة بالتحامل وحيدة على كثير من أصناف الرجال الناقصين
..
مصابة بداء الراحة المطلقة هذه الأيام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكرا لكل من سأل ومر وسيّر

السبت، 13 سبتمبر 2008

?>
?

السبت، 30 أغسطس 2008

زمن الكلاب

.
ذهب الى مختار المنطقة شاكيا، وبعد انتظار طويل على باب مكتبه سمحوا له بالدخول، سلم على المختار على عجل وقال بضيق شديد: «فخامة المختار المعظم جئتك شاكيا، فالحي الذي اقطنه بات تكثر فيه الكلاب، راجيا الحزم في ردعها والقضاء عليها، بعض الكلاب ضالة ومشردة تتسكع في شوارع الحي وتقتات من اكياس الزبالة، والبعض الآخر هي كلاب ذوات تابعة لقاطني الحي، فقد كثرت هذه الايام في حينا ونباحها بات يقض مضجعي، ووجودها يقلق راحتي».
.
ابتسم المختار وقال: «الامر بسيط ولا يستدعي الشكوى، غير ساعة نومك، وبدل اسباب الراحة عندك، وصدقني، ستكون حالك على ما يرام».
.
نظر الى المختار بدهشة وقال: «يا حضرة المختار المحترم الامر لا يقتصر على ذلك، فالكلاب الضالة تنفض اكياس الزبالة وتنثر ما فيها حول بيتي!»
.
قال المختار: «استغل هاتيك الفرصة واستفد من ذلك، وكن اذكى من رجل لا يملك الا الشكوى، وشارك الكلاب في نفض الاكياس، والتقط ما تنثره من اكوام الزبالة، ولا ضير ان اتسخت يداك وضميرك ايضا، فنحن في زمن الوساخة».
.
استرسل قائلا للمختار بحنق متجاهلا كلامه: «ويا سعادة المختار كلاب الذوات تعيش بيننا ومن حولنا، وحالها افضل من حال كثير من البشر، تراها بعلياء اصحابها وتبجحهم تنتهك حرمة اسواري وتعيث بحديقة بيتي فوضى وفسادا، وما برحت تقضم يومي وغدي وتأكل من صحني!»
.
رد عليه المختار بضجر: «الرفق بالكلاب يا هذا، للحيوان حقوق كالانسان ايضا، ما الضير بأن تدعها تمرح في حديقة بيتك، وان تقاسمك لقمتك وتشاركك في اكلك؟ لا تكن صلبا فتكسر، وكن لينا كالطين الملون الذي يلهو به الاطفال وواكب زمنك، وان قضمت من يومك وغدك، فلست اول من مُورس القضم على ايامه، قد يأتيك يوم تأكل فيه من صحن غيرك، ولو دامت لغيرك ما اتصلت اليك».
.
نظر الى المختار باستنكار وقال: «وان رضيت بذلك، الا تعلم أن بعض هذه الكلاب مسعورة؟»
.
أجاب المختار غير مبال: «لدينا في المخازن من الامصال ما يكفي، وان كان الحي اصبح مكتظا بالسكان، الاحرى بنا ان نغربل قاطنيه ونخفف من كثافة سكانه!».
.
تثاءب المختار وحدق في الشاكي بعينين خاويتين، فقال الشاكي: «يا سيدي المختار، جئتك شاكيا حال حينا المبتلي بقطيع من الكلاب، ولا آمل إلا بكف اذاها عن حينا والقضاء عليها، ولكني اراك راضيا ومسرورا بوجود الكلاب تملأ هذا الحي!».
.
أشاح المختار بوجهه وقال: «يا هذا.. أنا مختار هذه المنطقة، وشؤون هذا الحي ترزح تحت امري، وأنا مشغول جدا وليس لدي من الوقت ما يكفي لأهدره معك، خذ مني نصيحة قد تنفعك وتحل مشكلتك...»
.
«!قاطعه الشاكي بلهفة وقال: «رجوتك أن تسعفني بها
.
.«!رد عليه المختار: «انبح مثلها
.

السبت، 16 أغسطس 2008

أرصاد قلبيّة

.......................................

Published on June 5,2008
.......................................

.

"إهـــــــداء"

(إلى زملائي المدوّنـ(ـين
..ممن أترك لهم في مدوناتهم بعضا من همس
وممن أشعل على أبواب مدوناتهم الشموع واقرأ كلماتهم بصمت
.
.
..الرجل... كـ السمــــاء
..للأرض.. يهدي شمسية
..وقبعة مطر شتوية
..الرجل سمـــــاء
..تستمد من الأرض حنين
..والزرقة.. والغيمات
..يشد عليها أعمدته
..لـ ينتصب واقفا بشموخ
.. كـ معـــابد وثنية
..تبلغ من العمر ألوف
..وحين تلامسها.. أصابعه الذهبية
..وصدره الأشعث بالغيـمات
..يغمرها.. بـ مطر وسيول
..فـ يحيك من الخضرة شالا
..مطرزا بـ ورود وثمار
..يعرّيها.. يكسيها.. وينحتها
..سفوحا.. وهضابا خمرية
..تتكلل بالغــار
..وتتحلى بـ عقد من أزهار
..وعناقيد عنب.. تتدلى كـ الأقراط
..الرجل كـ السمــــاء
..والأنثى كـ الأرض
..إن يرسمها بـ ألوان قزح
..!!.تهديه بساتين فرح
..الرجل سمـــــاء
..إن أضرم فيها غضب الريح
..تهب عواصف.. وبرق ورعود
..تدوس بساتين الأشجار
..وتكسّر كل الأزهار
..وتتساقط جيَف ثمار
..فـ يكفّ غناء الأطيار
.. تجف الأرض
.!... وتموت
.!.ويبقى... فزّاعة
..فـ ترتجّ عواميــد.. وتتهاوى
.
.
.
..!!.وتنهار سمـــاء
. .
من يعتبر الأدب قلة أدب بأي شكل من الأشكال.. الإهداء مو له .

الثلاثاء، 12 أغسطس 2008

على صخرة الشاطئ

>
.
كانوا هنا... على صخرة الشاطئ يتسامرون، تهزج أنفاسهم بعبق الأمواج، ينثرون أرواحهم في لجّته، يرشقونه بالدموع، ويزرعون الورد على صفحته، عشقوه.. كـ عشقه لصدر الأفق ورمل الشاطئ
.
أوّلهم غافل الشمس ورواغ الرّمال!.. وثانيهم داعبها ونام على صفحته!.. وثالثهم ما راوغ الرّمال وما داعبها بل طالعت عيونه عيون الشمس!!.. ولامست يداه صفحته
.
اتكأ الأول على صخرة الشاطئ.. قهقه عاليا وقال: "ما أنا إلا بساخر، أملأ فاهي بضحكات على جهل الإنسان بكينونتي، أخدعه فيصدقني، أراوغه فيأملني، أصفعه فيرتمي على صدري باكيا!.. يرجوني الانتظار، ويستعطفني الحنوّ على روح تنهّدت.. ركبَت البحر ترحا، وسكنت الشراع قلبا، خاصمته الريح، وزجره البحر"
.
!ضحك ملأ شدقيه.. وعاد يراوغ الرّمال من جديد
.
استلقي الثاني على صخرة الشاطئ، أخذ يحدّق في السماء متأمّلا وأردف قائلا: "إن كنت ساخرا، فأنا صدح نورس الشطآن!.. تحيكني مغازل السماء نورا يشاغب الغيمات، يتسلل إلى قلب الإنسان فيمنحه عطرا وأمنية"
.
!سكت عن الهمس.. فرّت حبات الرمال من بين أصابعه و.. اندلقت على الشاطئ
.
نسج ثالثهم من خيوط الشمس ثوبا يرتديه، وانتصب واقفا على صخرة الشاطئ وصاح قائلا: " مالكما لا تملآن الكون بصمتكم؟.. كفّ يا من أثقلت كاهل البحر بزيف نصرك عن الضحك
.
!!وأنت!… يا من وهبت الغفوة واليقظة بحرا من الأماني، كفاك عبثا بأرواح البشر
.
فلا يروي ظمأهم سواي!!.. ولا أحد غيري يحيل نسائم البحر عطرا أبديا تتنفسه الأرواح فما تعود تشدّ الأشرعة، قد أحمل في طيّات ثوبي فيضا من هموم ينوء بها البحر والموج والشطآن، ولكنها تسمو عن لصوصيتك!.. ويضاهي نورها نور خيوطك المجدولة بشغب الأمنيات"
.
!!كَفّ عن الصياح.. وطفق يطالع عيون الشمس
.

هتف الأوّل مغتبطاً: "أنا صائد الأماني!.. النصر لي لتخبّط الإنسان!!.. أشيّد له قلاعا خاوية بلا جند أو جياد، يأزّها الريح، ويجعلها ألعوبة الأقدار"

.

!صفق منتشيا بنصره.. فما سُمِع للصدى رجعا

.

تثاءب الثاني بعد أن عانقه الوسن، وهمس للأخير بصوت خافت: " أنت من خدع نفسه، قبل أن يخدع الإنسان!.. فما أنت إلا بأكذوبة صنعتها الشمس، تجر أذيالها خائبة بعد انجلاء النهار!.. وتفرّ بعيدا عن وجه الحياة، أنا من تصبو إليه الروح!.. وأنا من رفع النصر راية أمام وجه الحقيقة"

.

هدهد ذاته.. وأخذ يبني من الرمال قصرا ما انفكّ الموج يجرفه حتى يبني آخرا من جديد.. وما زال والبحر يتناجيان

.
زجره الثالث ساخطاً: " صه.. أيّها المتأرجح بين الغفوة واليقظة!..أما تعلم بأنني من يجعل قصرك نديما لزبد البحر وهبوب الرياح؟.. لا تجادل، ولا ترسم الحياة بألوان طيفك، فسنبلة القمح ريشتي ولون الأرض لوني، ومنه أرسم حياة الإنسان لوحة، تنصبّ فيها الأرواح فتنخرط باكية ضاحكة!.. صدقاني.. لا أحد منكما قادرا على مزاحمتي"
.

ونظر إلى الأول شزرا واسترسل هادرا: "هيّا... ارحل عن وجهي!.. فلا مكان لك إلا في الأرواح الخاوية، والقلوب البائسة، والعقول المتخبطة

.
أمّا أنت.. يا من يتوسّد الغيمات!!.. كفاك تأرجحا بين هذا وذاك، أنا صنيع غفوتك ونتاج يقظتك!.. وأنا من تستحيل قصورك تبرا وقبرا بين أصابعه!.. أنا من يصبوا إليه الإنسان، وأنا من انتصر للإنسان"
.

..خيّم الصمت على الجميع!!.. فـ ارتجّ الشاطئ بهدأة السكينة!.. انكفأت الشمس على صدر الرمال

.
...فتلاشى السراب وما ترك لخطاه أثرا
.
...بينما غط الحلم في سبات عميـــق
.
!وظل الواقع واقفا على صخرة الشاطئ.. تطالع عيونه عيون الشمس
.
.
.
.
.
..كتبتها في عام 2003 ونشرتها في مجلة "سمرة" الكويتية من باب الصدفة
.
"يقولون... بأن محبرتي يسكنها سنونو الرومانسية.. "جبــران
.
المدوّن العزيز مطقوق... شكرا على لقب بنت جبران.. أجده فيني وأجدني فيه.. قلما وفكرا وروحا.. ولو يعود بي الزمن هروبا إلى الوراء.. لكان لقائي به حلم كبير بكبر السماء يرى النور
.

الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

!لا أحد فيها سواه

.

.

..لفّها المرتادون.. ذات زحـــــام
..ولفّ برد أصابعها.. سخونة كوبٍ
..ولا شيء يلفّ القلـــب
!...سوى أحـــــــزان
..يدلف إلى المقهى
!..تلمح كتفيه.. من بين زحام
.
!..باســــــــقا كـ نخلة
.. كـ ذات مســـــاء ..

..ووجهــــــه الأسمـر

..ما برحت تلفحه الشمس

..وهذا جســــده

..لازال يتعطر بـ رائحة البحـر

...و كـ سمكة

..لازال يتحلّى بـ طعم الملح

!..وها هو قلبــه كـ النورس
...مازال يتسلّخ
.. من إثر حرائق ..
!..كانت هنا بالأمس
.

..تســاقط قلبها وتهاوى

..وعلى حين لهفة ووجع

.

!...ارتطم على حـــبٍّ

'

"

"'

""

""'

`~*." !!...وتنــــــــــاثر ".*~`

.

..جالت عيناها في المقهى
.
..لا أحد فيه... سواااه

..ولا أحد فيه... سواااه

.

!..قبلّت عيناه عينيها
كما قبّلتهما ...
.. ذات مســـــاء ..

.

..انحنى راكعــــا
..وبـ صمت المصلّين
..لملم هشيــــم قلبها
..حمله في كفيّه
..وضمّه في القلب
..كما اعتاد أن يفعل
.!. كل مســــــاء ..

.

:همست عيناه لـ عينيها
...وانتي بعد "
..تكفيــــــن
" !..حطي بالج عليه

.

......... و

.

..تلاشي من بين الزحام
..بعد أن دلف مسرعا من المقهى

.

.

السبت، 2 أغسطس 2008

(1 - 3 ) حياء الأنثى في مجتمعاتنا

ملا
P.S: هذا البوست ردا على مدوّنة وليدة وكثرة ما أراه من تعليقات هنا وهناك على مدار سنتين في عالم التدوين
م.

الملابس

.
من خلال تواجدي في عالم التدوين، ألاحظ اللغط واللغو بشأن ما يطلق عليه بـ الحياء، حتى كثر المتشدقون والمتشدقات بالحياء وسنع البنت، في عهدٍ من عمر مجتمعنا الصغير بات يكثر فيه استعمال هذه الكلمة ومهاجمة الغير ووصفهم بعدم الحياء للتجمل والظهور بصورة أفضل منهن - أي تقزيم الغير لتعظيم الذات! - وذلك حسب مفاهيمنا وأعرافنا الاجتماعية التي تظل غالبا قابلة للشد والجذب حسب فكر المواطن الكويتي وظروف نشأته ومكتسباته فلا تعرف لها قاعدة أو مبدأ
..
موضوع اللباس.. موضوع واسع ومفتوح المدى ولكلٍ في المجتمع منظوره الخاص، ولست بصدد نقاش أمور لا يحددها إلا المفاهيم الخاصة والشخصية لكل انسان، بـ حسب تربيته ونشأته ومفاهيمه التي ترسخت على أساس عادات ومكتسبات في هذه الحياة.. فيظل الموضوع مطاطيا
.
ولكن هل يسعنا أن نحكم على إنسانة حكما كاملا وتاما من لباسها فقط؟.. فنوصمها بعدم الحياء والسقوط لأنها ارتدت ما لا يناسب ولا يحلو لأفكار البعض في المجتمع التي غالبا ما تكون أفكار مجتمعية.. لا دينية وأخلاقية؟
.
فعلى سبيل المثال.. النميمة والغيبة عادات اجتماعية غير دينية وغير أخلاقية، ولكنها تظل عادية وغير منبوذة لأنها عادات اجتماعية!.. فأعراف المجتمع باتت تحكمنا أكثر من الأخلاق، اما الدين بات ستارا للمتسترين
.
كم من محجبة تسير بـ مياعة في الأسواق بل وتتبادل النظرات، وترتدي من الألوان الفاقعة ما يجعلها مهرجا، ومن الاكسسوارات والكعوب العالية ما تجعل منها فرقة موسيقية متحركة لافتة للأنظار؟
.
وكم من سافرة قد تلبس ما يخدش حياء هؤلاء المتشدقين والمتشدقات، تراها تسير برزانة ورصانة وعينيها ثابتتين كالعسكر على طريق خطواتها ولا تأبه للمتحرشين؟
.
فهل في مفهوم هؤلاء.. أن تجمّل الفتاة فقط لإثارة الرجل!؟.. ألا يحق لها أن تتأنق وترتدي ما يناسبها ويناسب الذوق العام؟.. أم يجب عليها أن تبدو كالخيمة المتحركة حتى وإن كانت سافرة، أو تلبس الماكسي وكأنها ذاهبة إلى حفل، فقط ليتوقف الآخرين عن الهجوم والانتقاد وتوجيه الخاطئ من الأحكام على أخلاقها وحيائها؟
.
..كثير من الفتيات يسارعن بارتداء الحجاب تقليدا لأخريات
..أو من باب التقليد الإجتماعي والعادات والأعراف العائلية
..أو من باب الظهور بصورة البنت السنعة أمام ذويها لـ تكسب مزيدا من ثقة
..أو حتى للظهور أمام الرجل بمظهر الفتاة الصالحة للزواج
أو ضغطا من أسرتها فتبدو لسفهاء العقول فتاة ذات حياء وحشمة حسب مفاهيم عقولهم الضيقة
.
فمَن تتحجب قناعة وتديّنا لا ترتدي الألوان الملفتة، ولا تضع ماكياجا صارخا، ولا ترتدي كثير مما يرتدينه بناتنا المحجبات، ولا تشغّل البلوتوث في الأسواق بغرض التراسل، ولا تملك أكثر من خط للهواتف النقالة، ولا تربط علاقات مشبوهة مع الشباب خارج محيط العمل وغيره من الأمور الملحة
.
وقد يرى البعض التواصل الانساني العلني بين الجنسين لأي سبب كان عيبا وعارا ونارا... ولكن التواصل الغريزي بأي صورة من صوره إن كان في الخفاء والسر عادي مو مشكلة، فالمهم هو ما يعرفه الناس على الملأ، فالسمعة الاجتماعية أهم من الأخلاق الحقيقية ومعدن الإنسان، ودام إن الهيئة محتشمة.. طاااف!!.. علينا بالظاهر فهو الأهم
.
كم من فتاة سافرة قد ترتدي ما يجعل البعض يوصمها بالمنفلتة، وقد تكن تحمل في شخصها من الأدب والالتزام والرصانة والأخلاق أكثر من غيرها من المحتشمات ذوات الحياء الأجوف كما يرونه هم حسب مفاهيمهم؟
.
وهناك أيضا من تتسترن بالحشمة في العلن لتفعلن ما يحلو لهن في الخفاء لإبعاد الشبهات، وهناك من تنتقدن متحررة اللباس والمظهر لأنهن لسن بقادرات على أن تخطين خطاهن لأسباب اجتماعية قبل أن تكن دينية، أو يهاجمهن حتى يخفين بلاويهم الزرقة والحمرة اللاتي يمارسنها في الخفاء

.

!..المسألة لا تكمن في العاري والساتر من اللباس

.. بل في طريقة وكيفية لبس العاري والساتر

!وما يبدر من سلوكيات وتصرفات والهدف والأسباب من لبس الاثنين

.
لا عزاء لمجتمعنا في نفاق النفس والبشر، والتناقض والأمراض الاجتماعية التي باتت وباءا يستفحل في مجتمعنا... والاستشراف.. ذلك البطل والنجم الكبير في أفلامهن وأفلامهم الهابطة فكرا وخلُقا
.
. عندما يرى البعض أن الحياء بطول الفستان والأكمام فهو أكبر دليل على السطحية، بل والغباء في الحكم على مظاهر والتي كثيرا ما تكون خادعة، وسفاهة عقول لا ترى جوهر البشر بل مظهرهم فقط، فتحكم على القشور قبل أن تذوق اللب والثمر
.

!فنحن أصبحنا في زمن يقاس فيه حياء الفتاة بطول الفستان فقط
.
!وتقاس فيه الأنوثة بسعة القارورة التي تصنعها الأنثى لنفسها
.
ويقاس فيه أدب الفتاة بترديدها كلمات: الستر و.. العيب و.. واااي ما يستحون
!جدّام الناس والعامة.. حتى تبدو خوش بنيّة أوخوش مرة
.
ألا يجدر أن يقاس الحياء بالأخلاق والسلوكيات والتعامل واحترام الأنثى لذاتها قبل احترام الآخرين؟
؟
...سواء مجتمعنا الواقعي أومجتمعنا التدويني
!كلاهما يحتاج إلى ديتول و.. سوبر بف باف أحيانا ..
.

الاثنين، 28 يوليو 2008

تايتنك الخليج.. يعلّها ما تطبع

.
البحرين.. حلوة بـ أهلها
:)
.:

الأربعاء، 23 يوليو 2008

مبروك بّراك

.
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
باقة ورد أهديها للأخ المدوّن برّاك
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
.
بمناسبة الاحتفاليّة الأولى لـ كلماته المرهفة على صدر الورق
.
:) المولود الأول لقلمك سيكون مختلفا لأنه طفل تدويننا البكر
.
.
دمت مرهفا.. ومحبّا لقلمك.. ومحبينك
ومنها للأعلى ...
.

الاثنين، 7 يوليو 2008

قراصنة الحلم الجميل

.
"سألني والحيرة تأكله: "هل الحلم حق مشروع؟
"قلت: "نعم
"قال: "وهل للبسطاء والجوعى والمحرومين شيئا غير الحلم؟
"!قلت: "بلى، صناعة الحلم على أرض الواقع
قال: "كيف؟.. ففن صناعة الحلم ممنوع من قبل لجان رقابة الأوطان!.. كيف لنا أن نصنع الحلم واقعا والأحلام في أوطاننا تكسر، وأبواب مصانعها مشمعة بالأحمر؟"
قلت: "كن ذا بأس ولا تكن ذا يأس، اخلع عنك عباءة الإرادة الواهنة، وإن كان حلمك غير مباحا من قبل لجان رقابة الأوطان حاليا، أو كان يشبه لوحة الموناليزا فلا يتحقق ولا تُقدر قيمته إلا بعد زمن، قد يصبح واقعا في يوم ما، كن لحوحا واعمل على تحقيقه ولو لأبنائك وأحفادك"
قال بأسى:"ولكن المغزل بات غير قادر على غزل الحلم واقعا حيا في أوطاننا، فهم يصفعون الحلم الجميل ويلجمون خيوله الجامحة لواقع أفضل"
قلت: "لا تأمل من الدجاج أن يبيض ذهبا، ولا أن يسكب لك البحر الرزق الوفير وأنت مستلق على الشاطئ، كما لا تأمل من العقول المستغرقة في سبات عميق سوى أن تحلم وتحلم فقط، زمن الإعجاز انتهى وزمن الإنجاز أتى!.. اعمل على صيانة مغزلك بشكل جيد، نقب بذاتك عن الذهب، واركب البحر واصطد السمك، وأيقظ العقول النائمة وادعها لأن تنهض بالوطن!"
"!قال: "ولكني تعبت، وعناكب الإحباط باتت تنسج خيوطها على أركان حلمي
قلت: "أوهن البيوت بيت العنكبوت، أتعلم بأن توماس إديسون حاول أكثر من ألف مرة كي يبث النور في روح المصباح؟.. لم لا تكن أكثر إصرارا منه في بث النور في روح حلمك؟.. الحلم من أبسط حقوقنا وأكثرها صعوبة إن كنا نصر على إجادة فن صناعته"
قال: "أحيانا.. تلاطم أمواج الظروف حلمي، ويمارس أعداء الحلم الجميل القرصنة على سفني الحالمة، فتندحر وتغرق قسرا رغما عن إرادة"
قلت: "لكل موج هدأة، ولكل قرصنة نهاية، والشمس لا بد لها أن تشرق رغما عن عواصف، الحلم هو ألسنة النار المشعلة.. ندفئ بها أوصال الواقع من برد الغابات المظلمة، الحلم هو أقوى مضاد للإحباط، وهو إكسير الإرادة المهددة بالهزيمة أمام عبيد الأهواء وأعداء الواقع الجميل!.. تمسك بتلابيب حلمك واعمل على تحقيقه ولو بعد حين، كن قويا مجدا ولحوحا.. ولا تيأس!"..
حل الصمت ضيفا... فنظر إليّ بصمت المفكرين وهدوء الحالمين، طالعت عيناه عيون الشمس، فشد على الإرادة بقبضة يده، خبأ الوطن في قلبه، وحمل مغزل الحلم على كتفه.. وذهب!

الأربعاء، 2 يوليو 2008

إلحــاد

..كـ الجاهليــة الأولى

..يكفـــرون بـ كتبه المقدسة

..ويمارسون فيه وأد البنـات

...وكـ يمنيّ...

..أدمن على مضغ القات

...يجتـــرّه كل يوم

!..قلب من الوأد مات

...ذلك الحب
...ذلك الحلـم
..تُغرس فيه أشــواك الآخريـن
..ويمعنوا في طعنه بالسكاكين
..ويرموه ذات وأدٍ بشهيــة
..لـ ضباع وذئاب وحشيـــة
..لا يريدوا لها يوما..
.!..أن تموت

..ليس كل الطيور نوارسا
..ولا كل الأشجار عنيــدة
..ولا كل الأسماك قــادرة
.!..على أن تبحر عكس التيار
...هم لا يؤمنوا بأن الحب يهبط
..على كفوف المعجـزة
..وأن للـ قلوب أشرعة
..وللـ أقــــــدار بوصلة
..فلـ كل فارس معركة
.!..ولعاداتـهم مقبــــــرة
..كـ رجـال ديـــن العولمـة
..يصدرون فتوى مشرَعة
..لـ نزهـــة...
..في بحيرة رائقة
..بعيدا عن البحر وشواطيه المترعة
..وموجه الصــاعد نحو سخط السماء
..نزهة رائقـة..
..قد تحلو لنا.. وقد لا تحلو
...فـ طيور الحبارى
.!..لا تشبه النـــــــوارس
..ومتعة ركـوب البحر
..لا تشبه نزهة في بحيـرة
.!..في بطن صحراء القبيلة
..عندما يحبون
..لا يكفَّروا عن فضيــــــلة
..ولا ينشدوا صك القبيــلة
..فقط يحبّــــون
..وهنـــاك يبكــون
..عند حائط الحب المقدس
..حيث ترقص القبيــلة
..حول القلوب الذبيحة
..وفوق جيفــــة الحب
.!..تحوم غربان القبيـــلة
..وحيث لا يسمع نبضهما أحد
..سوى رسول حــب.. صُلب
...ولأمير عـــــادات القبيلة
..كان رأسه..
.!..الهــــــــــــــــديّة..
.
تمام همسة نثرتها يوما على صفحة احد المدونين

الثلاثاء، 17 يونيو 2008

وللطبيعة قصص وحكايات

.
بعض البشر أرواحهم صحراء!... قاحلة وشحيحة، كثبانها كثيرة وواحاتها قليلة، هدايا الطبيعة لها سراب، ومطرها زوابع من قيظ وتراب، حربائية الطباع، ثعبانية اللسان، جبانة كـ وزغة*، جافة كـ نبتة عرفج، تشك أرواح الآخرين كـ صبارة، عقولها منخورة وقلوبها مثقوبة!.. تزخر بالجحور والحفر، تطأ القوافل الرحل رمضاءها مرغمة، حتى تصل للمدن العامرة، وفي غمرة الليالي.. تدنو النجوم نحوها بخفوت هامسة: كوني هنا رابضة.. ونحن في عليائنا في السماء.. شامخات
.
وبعض البشر أرواحهم غابة!... صباحاتها هائمة، ومساءاتها متوحشة، تكتظ بالأشجار المتشابكة، تحجب هدايا الشمس وتبعثر مطر السماء بين كآبة الأوراق، لذا.. هي والقلوب البيضاء كـ غمامة دوما في خصام، تعتمرها فوضى الطبيعة ورطوبة الجداول الموحلة، يضج في مسمعك حفيف ريبة الاشجار، وتأز في قلبك صراصيرها الساهرة، تتجول ضواريها وروامسها في ذاتك، وتتوغل في أيامك عنوة، فتثير فيك وحشة في غمرة الليالي والفصول
.
وبعض البشر أرواحهم بحر!... زاخرة بمراكب الصيادين وزوارق المحبين والمغامرين، تكب الشمس وجهها عليها في الصباحات، وينثر القمر جدائله في المساءات، فتراها دوما متوهجة، تزدحم فيها الأشياء بفوضى كمحطات القطار حين السفر، تمر عبر روحك أسماكها المسافرة، تتناغم فيها أسراب الطباع تارة، وبشراهة تأكل بعضها البعض تارة أخرى، تزخر بالكنوز كما تزخر بالعالي من الأمواج، وتهبك من الوفاء مرجانا كما تهبك من الغدر أنواءا، صدوقة حميمة كـ دلفين تارة، ماكرة كـ سمكة ملونة مكهربة تارة أخرى!.. وما بين مد وجزر تمنحك من الصدف والزبد الشيء الكثير
.
. وبعض البشر أرواحهم حقل!... تمشط الشمس سنابله الذهبية، ويحيك القمر قلائده الفضية، تناغي مسامع القلوب جوقة السواقي والطواحين والطيور، تضن السماء فتجف الكروم وأعواد السنابل، تهديه المطر فيهديها الحصاد و فيض الزنابق، وهناك.. في ذاك الركن البعيد تقبع غرفته السرية تعانق السور الخشبي، مغلقة نوافذها بإصرار ويقف على بابها جندي باكينجهام، صارم القسمات، حازم النظرات، جامدا كجدار، وجادا كناظر مدرسة، واقفا كتماثيل الشمع في ثبات يحرس ما فيها بعناد
!!
تصطف الأشياء في الغرفة بانتظام، فوق الخزانة عرائسا بشوشة، تزهو بفساتينها الملونة، تنسدل خصلات شعرها على أكتافها بغنج طفلة مدللة، تعمتر الغرفة ملاحتها وتفيض عفويتها على القسمات بحفاوة الاطفال في يوم العيد، وفوق الكومودينو يقبع بـ شقاوة صندوق ملون، ان فتحته يقفز في وجهك اراجوز أبله صغير، يطل عليك هو وانفه الأفطس الحمر، تتدلى من رأسه قبعته المزركشة بمرح، وعلى الرف يتبعثر المزاج وتترتب الطباع والافكار، وبجانبها تصطف كتب جبران وآينشتين وكليلة ودمنة بانتظام كـ طابور صباحي لمدرسة، تطأ الظلال الغرفة أصدقاءا وضيوفا من عبر النافذة، فـ ينهال سيل الكلام.. تارة يغمس الظلال الوارفة بالسكر، وتارة أخرى يبعثرها ويزوبعها بغضب الأطفال، و يرشق شغبَ الظلال سيلُ الكلام بحدته جارحا كالسكين
!!
وفي الأدراج المتوارية خلف الوسائد الوثيرة والشراشف المثيرة، ترقص النجوم والزنابق وتحتفل أعواد السنابل، تختبئ في الدرج كأطفال الاستغماية، وتتسلل أقواس قزح عبر مسامات الأدراج بلهفة وجنون العشاق، وهنااااك.. في تلك الخزانة حيث يسكن صندوق الجدة العتيق!.. يحمل قلائدا ذهبية وبعضا من رسائل وقلب وزخم أنثى.. مخبئين باحكام عن صبية الأزقة ولصوص الحقول.. ويظل جندي باكينجهام ببزته الحمراء المذهبة وقبعته السوداء الطويلة يحرس الغرفة على الدوام
!
والحقل عنده مبيدات حشرية... عن الدود والخنافس بس
.
.
الوزغة: تمساح صغير يمشي عالطوفة*

الأحد، 8 يونيو 2008

آبراكادابرا

.
قالوا لي: هذي فقرة هذا الحاوِ

..ها هو يستعــرض ألعابه

..يُخرج من قلبين حمامة

.

!..وتطيـــــــر بعيدا

.

..فـ يُخرج أرنـب من جيبـه

..بـ نَزَقٍ يتقافز في الساحة

...ومن فاهِه

..يُخرِج منديلَ شقـاوة

..يتلوّن بـ مِئة حمـاقة

يستعـرضُ حيْلاً أكثر ...

..فـ يشطر وجهَــه إلى نصفين

..ويُخفي حمـــــــامة في قلبين

..ويطير بـ غـادة بـرمشة عيْن

ألوي شفتي ...

وأتثـــــــــــاءَب ...

.!..لا تُعجبني ألاعيب الحاوِ

فـ أتســاءل: وأينَ البلياتشو؟

قالوا لي: البلياتشـو أصبح حاوٍ

!فـ الحاجة تستدعي ذلك ...
أسأل ثانيةً: أيّة حاجة؟

..قالوا لي: لا ندري

.
.
.
!..فـ الحاجة في قبّعةِ الحاوِ ...
.