ملا
P.S: هذا البوست ردا على مدوّنة وليدة وكثرة ما أراه من تعليقات هنا وهناك على مدار سنتين في عالم التدوين
م.
الملابس
.
من خلال تواجدي في عالم التدوين، ألاحظ اللغط واللغو بشأن ما يطلق عليه بـ الحياء، حتى كثر المتشدقون والمتشدقات بالحياء وسنع البنت، في عهدٍ من عمر مجتمعنا الصغير بات يكثر فيه استعمال هذه الكلمة ومهاجمة الغير ووصفهم بعدم الحياء للتجمل والظهور بصورة أفضل منهن - أي تقزيم الغير لتعظيم الذات! - وذلك حسب مفاهيمنا وأعرافنا الاجتماعية التي تظل غالبا قابلة للشد والجذب حسب فكر المواطن الكويتي وظروف نشأته ومكتسباته فلا تعرف لها قاعدة أو مبدأ
..
موضوع اللباس.. موضوع واسع ومفتوح المدى ولكلٍ في المجتمع منظوره الخاص، ولست بصدد نقاش أمور لا يحددها إلا المفاهيم الخاصة والشخصية لكل انسان، بـ حسب تربيته ونشأته ومفاهيمه التي ترسخت على أساس عادات ومكتسبات في هذه الحياة.. فيظل الموضوع مطاطيا
.
ولكن هل يسعنا أن نحكم على إنسانة حكما كاملا وتاما من لباسها فقط؟.. فنوصمها بعدم الحياء والسقوط لأنها ارتدت ما لا يناسب ولا يحلو لأفكار البعض في المجتمع التي غالبا ما تكون أفكار مجتمعية.. لا دينية وأخلاقية؟
.
فعلى سبيل المثال.. النميمة والغيبة عادات اجتماعية غير دينية وغير أخلاقية، ولكنها تظل عادية وغير منبوذة لأنها عادات اجتماعية!.. فأعراف المجتمع باتت تحكمنا أكثر من الأخلاق، اما الدين بات ستارا للمتسترين
.
كم من محجبة تسير بـ مياعة في الأسواق بل وتتبادل النظرات، وترتدي من الألوان الفاقعة ما يجعلها مهرجا، ومن الاكسسوارات والكعوب العالية ما تجعل منها فرقة موسيقية متحركة لافتة للأنظار؟
.
وكم من سافرة قد تلبس ما يخدش حياء هؤلاء المتشدقين والمتشدقات، تراها تسير برزانة ورصانة وعينيها ثابتتين كالعسكر على طريق خطواتها ولا تأبه للمتحرشين؟
.
فهل في مفهوم هؤلاء.. أن تجمّل الفتاة فقط لإثارة الرجل!؟.. ألا يحق لها أن تتأنق وترتدي ما يناسبها ويناسب الذوق العام؟.. أم يجب عليها أن تبدو كالخيمة المتحركة حتى وإن كانت سافرة، أو تلبس الماكسي وكأنها ذاهبة إلى حفل، فقط ليتوقف الآخرين عن الهجوم والانتقاد وتوجيه الخاطئ من الأحكام على أخلاقها وحيائها؟
.
..كثير من الفتيات يسارعن بارتداء الحجاب تقليدا لأخريات
..أو من باب التقليد الإجتماعي والعادات والأعراف العائلية
..أو من باب الظهور بصورة البنت السنعة أمام ذويها لـ تكسب مزيدا من ثقة
..أو حتى للظهور أمام الرجل بمظهر الفتاة الصالحة للزواج
أو ضغطا من أسرتها فتبدو لسفهاء العقول فتاة ذات حياء وحشمة حسب مفاهيم عقولهم الضيقة
.
فمَن تتحجب قناعة وتديّنا لا ترتدي الألوان الملفتة، ولا تضع ماكياجا صارخا، ولا ترتدي كثير مما يرتدينه بناتنا المحجبات، ولا تشغّل البلوتوث في الأسواق بغرض التراسل، ولا تملك أكثر من خط للهواتف النقالة، ولا تربط علاقات مشبوهة مع الشباب خارج محيط العمل وغيره من الأمور الملحة
.
وقد يرى البعض التواصل الانساني العلني بين الجنسين لأي سبب كان عيبا وعارا ونارا... ولكن التواصل الغريزي بأي صورة من صوره إن كان في الخفاء والسر عادي مو مشكلة، فالمهم هو ما يعرفه الناس على الملأ، فالسمعة الاجتماعية أهم من الأخلاق الحقيقية ومعدن الإنسان، ودام إن الهيئة محتشمة.. طاااف!!.. علينا بالظاهر فهو الأهم
.
كم من فتاة سافرة قد ترتدي ما يجعل البعض يوصمها بالمنفلتة، وقد تكن تحمل في شخصها من الأدب والالتزام والرصانة والأخلاق أكثر من غيرها من المحتشمات ذوات الحياء الأجوف كما يرونه هم حسب مفاهيمهم؟
.
وهناك أيضا من تتسترن بالحشمة في العلن لتفعلن ما يحلو لهن في الخفاء لإبعاد الشبهات، وهناك من تنتقدن متحررة اللباس والمظهر لأنهن لسن بقادرات على أن تخطين خطاهن لأسباب اجتماعية قبل أن تكن دينية، أو يهاجمهن حتى يخفين بلاويهم الزرقة والحمرة اللاتي يمارسنها في الخفاء
.
!..المسألة لا تكمن في العاري والساتر من اللباس
.. بل في طريقة وكيفية لبس العاري والساتر
!وما يبدر من سلوكيات وتصرفات والهدف والأسباب من لبس الاثنين
.
لا عزاء لمجتمعنا في نفاق النفس والبشر، والتناقض والأمراض الاجتماعية التي باتت وباءا يستفحل في مجتمعنا... والاستشراف.. ذلك البطل والنجم الكبير في أفلامهن وأفلامهم الهابطة فكرا وخلُقا
.
.
عندما يرى البعض أن الحياء بطول الفستان والأكمام فهو أكبر دليل على السطحية، بل والغباء في الحكم على مظاهر والتي كثيرا ما تكون خادعة، وسفاهة عقول لا ترى جوهر البشر بل مظهرهم فقط، فتحكم على القشور قبل أن تذوق اللب والثمر
.
!فنحن أصبحنا في زمن يقاس فيه حياء الفتاة بطول الفستان فقط
.
!وتقاس فيه الأنوثة بسعة القارورة التي تصنعها الأنثى لنفسها
.
ويقاس فيه أدب الفتاة بترديدها كلمات: الستر و.. العيب و.. واااي ما يستحون
!جدّام الناس والعامة.. حتى تبدو خوش بنيّة أوخوش مرة
.
ألا يجدر أن يقاس الحياء بالأخلاق والسلوكيات والتعامل واحترام الأنثى لذاتها قبل احترام الآخرين؟
؟
...سواء مجتمعنا الواقعي أومجتمعنا التدويني
!كلاهما يحتاج إلى ديتول و.. سوبر بف باف أحيانا ..
.