أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

السبت، 29 أغسطس 2009

أتابع في رمضان

.
.
هدوء نسبي
.
مسلسل يسرد يوميات ومعاناة مجموعة من الصحفيين والمراسلين العرب في بغداد، في الأشهر ما قبل وبعد سقوط صدام، ويلامس واقع الشعب العراقي وآلامه بصورة شاعرية موجعة من خلال شوارع وأحياء بغداد، وأسرة أديب عراقي وابنته الجميلة دلشان المنتمية لجيل ما بعد الحرب العراقية الإيرانية.
.
ويتغلغل الحب في صدر الحرب..
.
من خلال قصة مدير وكالة الأنباء "السوري" وحبيبته المراسلة الحربية "المصرية" الهاربة إلى الموت في بغداد، من واقع.. رجل أحبته ولم تتزوجه.. ورجل تزوجته ولم تحبه، ليظل حبيبها ملهوفا لمتابعة أخبارها المنشورة في الصحف طوال سنين زواجها الخمس، ويعود لها حبا حين طلاقها، لتقابله بالرفض حبا، فيلحق بها إلى بغداد كمراسل حربي، تاركا وراءه طفله وزوجته.. المهتمة بالموضة والمجتمع والمطبخ فقط.
.
هروب من وإلى وجع عاطفي.. بذريعة وجع سياسي وواجب مهني..
لتكون بغداد.. مدينة الحب والحرب
.
مسلسل يحترم عين.. وأذن.. وعقل.. وقلب المشاهد
روتانا خليجية، الساعة ١ ص
.
مسلسل كويتي اسمه "صفقة حب" على قناة الوطن يتطرق لذات الموضوع في بغداد، مجرد لمحات خاطفة للمسلسل من باب الفضول.. تدعو للغثيان
.
.

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

رسالة

.
.
وارد: بريد الجهراء
صادر: بريد السماء
.
١٥/٠٨/٢٠٠٩
.
إلى أمي..

.

تحية بمذاق الوجع، وبعد،،،

.

لن أبلل عينيك بالأسئلة دمعا، ولن أتقصى سائر الأخبار بدءا، كما اعتاد المحبين أن يفعلوا دوما، في رسائلهم، المختومة بالحنين، فإني أعلم، عندما ذري ريح القدر رماد قصتي، استعرّت قصة أخرى، حريقها في قلبك يضطرم، حطبه ضلوعك، وزاده غيابي، ودخانه، عويل ونحيب.

.

أمي الحبيبة..

.

لا ترتجي مني السؤال عن أحوالك، لأني على وجع اليقين، بأن قلبك تآكل ذات فقد، تماما، كما تآكل جسدي النحيل، واحترق، تماما، كما احترق فستاني الأسود بذيله الطويل، وكأني كنت أعلم، بأني ذاهبة لسرادق فرح، لأزفني إلى حضرة الموت عروسا، فارتديت السواد، وحزمت أمتعة عمري القصير في وجل، استعدادا للرحيل، أنا وصديقتيّ الأعز.. وكثير من بشر.

.

أتذكرين يا أمي، يوم أن زارتني صديقتي؟.. وبحدس الأمهات همستِِِِِِِ في أذنها، بأن بكرها ولدا؟.. نعم يا أمي، كان جنينها ذكرا، فاذهبي إلى غرفتي، وابحثي تحت سريري، ستجدين هديته، لففتها بغلاف زاهي، أخضر اللون، وقد اخطأت في اختيار اللون يا أمي، تمنيت له حياة معشوشبة بالفرح، وما علمت، بأنه سيسارع في التحليق ارتفاعا، إلى زرقة السماء.

.

أمي الأغلى..

.

خذلتك فـ سامحيني، لم تسعني الحياة في رحبها لأكون العروس التي تحلمين، وما أهديتك الأطفال الذين كنت تنتظرينهم بشغف، في محطة الترقب، لـ ترقيهم باسمه كل صباح، وتعجنين لهم بيديك الخبز حبا، وتحكي لهم حكايا الجدات كل مساء.

.

هذه السنة، سيكون رمضان مختلفا، على غير العادة، فما عدت بينكم لنطهي طعام الفطور سويا، ولن أكون زهوا على يمينك، وقتما تزورين النسوة في بيوتهن، ولن أصلي معك في المسجد الذي اعتدناه، في ليلة القدر يا أمي، كوني لي بدعائك سخية، اطلبي من الله أن تحلق روحي بسلام، ولا تنسي، أن تقدمي الاعتذار لتلاميذي الصغار، فما كنت بوعدي وفية، ما رافقتهم للبحر، وما ركبنا الموج الرائق سويا، فقد كان ركوبي لألسنة النار، أسرع.

.

بين جنبات روحي، أراك تجلسين، على ذات المطرح، بدراعتك المطرزة بالأحمر، تلك التي تفضلين، ترتشفين الشاي، وككل يوم تتذمرين، من أتربة عجول، تتراكم بضجر، في بيتنا الرث الصغير، وأيضا تتذمرين، من قسوة الجو وحرارته، وعطل يصيب المكيّف، في هذا الشهر من كل عام..

.

لا زلت أذكر همهمتك يا أمي، وإني.. حرقا، سلخا، وعذابا.. ابتسم، فتحت حطام الخيمة، فاق إرتفاع الحرارة من الدرجات ألفـا، وبلهيب النار كنا نحترق، حرقها ظلما، فاشعلت في الخيمة انتقامها، واشتعلت أجسادنا وقودا، كنا زاد النـار، ولـ هذا الوطن صارت... أبشع محرقة..!

.

أمّـاه..

.

ليغفر لي رجال القبيلة، فقد تزوجت الموت سرا، قدرا، حرقا، وفرّ بي من قافلة الحياة، على غفلة من عيون القبيلة، بالله عليك يا أمي، اطفئي غضب القبيلة، ولـ يواري رجالها، خطيئتي، تحت تراب الفجيعة.

.

وأما أخي، فاخبريه.. أن يكف بحثا، فلن يجدني في مشفى، وقطعا لن يجد رفاتي، فـ جسدي ذرته الريح، سافر وذرات الغبار، مودعا، أمّــاااه... استنشقيني... رمـــادا.!!.. من حولك.

.

ورجوتك يا أمي..

.

... أن تخمدي نار فقدي بصلواتك، صبّي عليها من برد دعائك، وعلقي الصبر على باب دارك، اغسلي بالطيب مهدي، ولا تشتري لحدي، فعروس الموت دوما، بالسواد تزفّ، في.. مآتم الفرح.

.

ابنتك المحبّــة،،،

عروس المـوت..

..والنار فستاني

وذاك الجمر..

..ورد إكليلي

.

الجمعة، 14 أغسطس 2009

من نزف أحلام

.

الأكثر غموضا ومفاجأة.. ذلك الجيل من الرجال، الذين ينتمون إلى حروب طويلة النفس، ابتلعت طفولتهم وشبابهم دون رحمة، وحولتهم رجالا عنيفين، وسريعي العطب في آن واحد، عاطفيين وجبابرة في الوقت نفسه، أولئك يخفون في داخلهم رجلا آخر، لا أحد يدري متى يستيقظ، وطفلا لم يكونوا على أيامه قد اخترعوا لعبة "الليغو" ليتكمن ككل الأطفال من التدرب على تركيب قطعها حسب مزاجه الطفولي.. ثم فكها من جديد.

.

أوليست النساء كالشعوب.. يقعن دائما تحت فتنة البذلة العسكرية وسطوتها، قبل أن ينتبهن إلى أنهن بانبهارهن بها قد صنعن قوتها؟

.

مع الخيول الوحشية.. الأصعب دائما هو لحظة الاقتراب منها، أما ترويضها بعد ذلك فهو قضية وقت، ولهذا أوجد رعاة البقر لعبة الروديو، التي يتنافسون فيها على عدد الدقائق التي يبقون فيها على ظهر حصان وحشي، قبل أن يرمي بهم أرضا، لتتهشم عظامهم عند أقدامه، ففي دقائق.. قد يربحون حصانا، كما أنهم قد يخسرون حياتهم في دقائق!

.

كل بطولات الفضيلة.. وكل انتصارات الحكمة.. لا تساوي شيئا أمام عظمة السقوط في لحظة ضعف أمام من نحب، السقوط عشقا.. هو أكثر انتصاراتنا ثباتا.

.

أحب تلك الهدايا التي تقدمها لك الحياة، خارج المناسبات، فتقلب بمصادفة حياتك، حتى تلك التي كهذه يرمي لك بها القدر أرضا، تنحني لالتقاطها ممنونا، لأنك تعثرت دون قصد.. بالحب.

..

في الحب أكثر من أي شيء آخر، لا بد أن تكون لك علاقة ثقة بالقدر، تتركي له مقود سيارتك دون أن تعطيه عنوانا بالتحديد أو تعليمات صارمة بما تعتقدينه أقصر الطرق، وإلا فستتسلى الحياة بمعاكستك، وتتعطل بك السيارة، وتقعين في زحمة سير.. وتصلين في أحسن الحالات متأخرة عن أحلامك.

.

الذي أعجب له الأكثر.. أن يكون الحب هو الفعل الذي يحرص الناس على إخفائه الأكثر، والتهمة التي يتبرأون منها بإصرار، ما عدا هذا.. فبإمكانك أن تكون مجرما وسارقا وكاذبا وخائنا وناهبا لأموال الوطن.. وتفرد ما سطوت عليه أمام الناس دون خجل، وتواصل حياتك بينهم محترما، أليس هذا الأمر مدهشا؟.. بين الذين أهدروا ماضينا، والذين يصرون على إهدار مستقبلنا، بين الذين أفرغوا أرصدتنا، وأولئك الذين سطوا على أحلامنا... نظل نحن أثرياء الحب أشرف من غيرنا.

- أحلام مستغانمي -

الأحد، 9 أغسطس 2009

كلمات من تاريخ الأنثى

.

بينما كنت أبحث في صندوق قديم أخزن به مهملات من الأوراق والأقراص المدمجة.. وجدت قرصا اسمه.doc ، دفعني الفضول لأن أفتحه، فوجدت فيه هذه القصاصة التي لا أذكرها، عندما قرأتها.. ابتسمت، لأني وجدت رقص حبري وفكري على الورق لم يتغير إلى اليوم.. منذ تلك السنة، أترك بدائية كلماتي هنا.. تماما كما هي.. وبلا تغيير:

منذ بدء الخليقة…

عندما كانت الدّنيا إلاقا…

في ديمة متخمة…

وعلى أرض مثخنة…

اندلقت والمياه الماطرة…

بخطوات سافرة…

برجع صدى خلف التّخوم…

خلف الدّيار الغائرة

بأحداق آلقة…

كانت الأنثى…

ليست كاسرة…

ليست آلفة…

و لا بوردة عاطرة…

أيّهذا الواقف وراء الأفق

يا من تتخفّى بالظّلال العابرة

إنّي أعلم…

أنّك قد أسرجت أوهامك الجامحة…

الّلاعقلانية

السّابحة في ديمومة الفكر الجائرة…

إن كنت رجلا…

فهي الأنثى السّاخطة…

علي رأسك…

جلدك…

حنجرتك…

على ثيابك الفضفاضة الواسعة

على أحبارك…

دساتيرك…

و قوانينك المشرّعة!

أيّهذا الواقف وراء الأفق…

يا من تتخفّى بالظّلال العابرة ..

هل ترفض بلّورة مطر…

أحضان غيمة ساهرة؟

تنداح الأنجم عن اكتمال بدر

عن نوره غائضة…

شاحبة

بين الأيادي ليست بدمية…

وبريشة فنّان ليست بلوحة…

لا…

ليست بوردة حائرة …

حتى تكون زهريّة مسوّرة!

… هي الأنثى…

ليست رواية حالمة…

وليست سوى…

لدور حب جائدة

أيّهذا الواقف وراء الأفق…

يا من تتخفى بخوار السائمة

بصليل البارقة…

وبجعجعة الطواحين الـفارغة

إنّ الجرّة صيغت من صلصال

وكذا الرّجل

خلق من كومة رمل مغمس بالماء

على حدّ سواء

وما اعوجاج نخلة

الاّ من زمجرة ريح… أو هزّة اعصار

قد تكو ن أنت…

أو تكون هي…

لا فرق… عند الرّيح والاعصار

إن كنت صلبا…

فهي النّعومة الفائرة

إن كنت سقفا…

فهي البيو ت العامرة

محال أن تصفّق اليد الواحدة

أيّهذا الرّجل…

لـعمري لن تضاهي…

شمسا في سمائك ساطعة

فحين تكون رجلا…

تكون… هي الأنثى!

.

❊* ١٩٩٤ *❊

السبت، 1 أغسطس 2009

عندما نحب...

*

عندما نحب... نشذّب مشاعرنا وسلوكنا، ونصبغ شفاهنا وكلماتنا بحمرة توت، ونزرع أرواحنا تبّاع شمس وزنابق، وبلون غيمات الربيع نطلي قلوبنا، نمعن في ترميم أسوارها، ونترك أبوابها.. مواربة، لينام من نحب بين جنباتها.. بـ رضى وأمان.

*

عندما نحب... لا نتحمل عيوبه ولا نغمض عنها عيوننا، فعندما نحب.. تتداعى في قلوبنا كل النظريات والفرائض، فيمسي القمر مضيئا كالشمس، منبسطا كالبحر، رطبا كالأرض، وتصبح في عيوننا كل التضاريس بديعة، وكل التجاعيد أنيقة، وكل العيوب جميلة، فـ بدونها ما كان أبدا ولن يكون.. هو.

*

عندما نحب... تصبح أجساد قلوبنا في التسامح أكثر مرونة، ويصبح زجاج أرواحنا أكثر نقاءا وشفافية، وتمسي موائد حناننا مصقولة، لنضيء فوقها شموع حبنا، ونفرد عليها مشاعرنا، ليمسي حبنا أقل ما يكون.. قاني كـ حبة توت، حلوة وشهية.. ولا بذر فيها.

*

عندما نحب... نرتكب كل التفاهات والترهات لأجل من نحب، وتصبح في عيوننا كل الحماقات جميلة، نلبس الدهشة بعد أن ننزع قبعة عقولنا عن رؤوسنا وثياب المنطق عن أجساد قلوبنا، متخلين بذلك عن هندام شخوصنا، نعلقها كلها.. على شماعة الحب، لنغدو عراة.. إلا من جلد عشقه ووشم جنونه.

*

عندما نحب... نستحيل ولعبة الحب أطفال صغار، نخاف أن تُكسر، نخاف أن تُسرق، فـ نخبئ الحب كل ليلة.. تحت مخدة قلوبنا، نمشط شعر عرائسنا، نطعمها كل يوم.. وكأنها حقيقة، لـ يدور بنا القطار على سكة العمر.. رافضين كل الأقطار المستقيمة!

*

عندما نحب... نتعلم في مدرسة الحب الوقوف في طابور الوقت، ونتمرن على الجلوس على كرسي الانتظار، نحفظ أناشيد الصبر بـ حماس، و كـ تلاميذ صغار.. على أدراج العمر نكتبها، لنغش منها خفية حين الاختبار، كي لا يتفوق علينا أحد، في نيل أعلى الدرجات.. في حبه.

*

عندما نحب... تستحيل عقارب الساعة.. عصافير مرفرفة، والفصول باختلافاتها.. ربيع، والأميال الفاصلة.. أشبار معدودة، والانتظار في محطات القطار.. عادة محبّذة، والتحليق على متن الشوق.. هواية قسرية، عندما نحب.. تستحيل شوارع المدينة كلها شارعا واحدا، نهايته.. بيته وسكته.

*

عندما نحب... يزركش اليقين جدران قلوبنا، ويرسم المحبين عصافير، فنمنح من نحب جناحا لـ يطير، وإن شده الريح بعيدا، سيمسك يوما بـ جناحيه الحنين، ولـ عشنا حتما.. والها سيعود، وإن لم يكن.. فلا نحزن ولا نعتب، كل عصافير الدنيا حنونة، ولكن.. قد يكون موعودا لـ غيرنا.

*

عندما نحب... تصبح الحكايات الخرافية أكثر تصديقا، ونصبح نحن أكثر إيمانا.. بأن في حكاية الحب فانوسا سحريا بحق، وأن بينوكيو سيكون يوما.. ولدا حقيقيا، وأن الغابة فيها أقزام طيبين، والطويل من طرقها أكثر أمنا وجمالا، وأن الأميرة المسحورة ستصحو يوما.. بـ قبلة منه، وأن الشاطر حسن وحده.. من يفوز بـ بنت السلطان.

*

عندما يكون حبنا صادقا وحقيقيا...

.

تصبح كل دواوين الشعر... هراااء

.

وكل أبطال الحب على مرّ التاريخ مجرد..

.

.

.

.

.

.

.

كومبارس

*