أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2006

CrystaL

...زفـَرَت التقطت الولاعة، أشعلت شمعة واطفأت كل الأضواء، ومكثت تراقب رقص ضوئها على الحيطان
مالها لا تجيد الرقص على قلبه كل الأوقات؟
أشعلت سيجارة، لعينة.. كرهتها منذ عرفته
كان يعشق شعرها الأسود الطويل، عرف أنها تدخن منذ اللحظة التي دفن فيها وجهه في شعرها وشمه، امتعض وعاتبها ولكنه لم يعترض، لا أحد يعرف فلم يشمها أحد سواه، وما كسر أحد قيود المجتمع المقيتة في روحها إلا هو
شبابنا لا يحبون الفتاة المدخنة؟
...كاذبون
كلهم يكذبون... فهم يهيمون في الدخان المسافر من بين شفتي امرأة مدخنة
تدخن في الخفاء.. متناقضة؟
عادي فهي جزء من هذا المجتمع المتناقض لا تختلف عنه
جو الغرفة بارد، سحبت زجاج النافذة قليلا، أطل عليها الليل الطويل من النافذة
...تنهدت
التقطت الآي بود الوردي الذي أهداها إياه يوما بلا مناسبة،
فهداياه كلها كانت كحبها له تأتي بلا مناسبة وبلا موعد مسبق
play ضغطت على زر
Dear Ben قفزت الى مسمعها همسات جينيفر لوبيز في أغنية
تنهدت ألف مرة وتذكرت اللحظات المجنونة في كل لقاء معه، هي أغنية قديمة تحبها لأنها تذكرها به
لا.. هي لا تتذكره
فهو خارج قافلة التذكر، هو يسكن في راحة يدها وبين خصلات شعرها وينام بين أجفانها ويمزق ضلوعها
توترت من الأغنية، أطفأت الآي بود...نظرت إلى إحدى المرايا التي تسكن غرفتها
لم وجهها ذابلا هكذا؟
فهي تمسي كسيجارتها المحترقة التي سقط رمادها على السجادة وأتلفها
لا يهم فالعمر يتلف وقلبها يتلفه ذاك الحقير
حقير..لأن حبها له يعذبها
أتعبها قلبه المتوحش وجرّحتها خشونة مشاعره، منذ ذاك اليوم الذي قذفت في وجهه حمم براكينها وثورتها المجنونة وهو مسافر عنها ومنها بعيدا جدا، فهو يكره هذه البراكين المخبولة فيها ويعشق حبها المجنون، لا بد لها أن تكون كالنسيم العابر على ثغر الزهور
لا..
هي تعرف أنه يعشق براكينها الثائرة ولكنه يتظاهر بغير ذلك، إذاً لماذا يعاقبها على شيء هو يعشقه؟
وقعت عيناها على تلك الفرس التي تقبع على الرف
هي مصنوعة من الكريستال الثمين، كانت أول هدية منه عندما عاد من السفر، اشتراها من المطار، تذكر يومها أنها استغربت
وسألته :ولم على شكل الحصان؟
وأخبرها أنها فرسا وليست حصانا.. ولا يوجد سبب فهو أحب شكلها فقط
كاذب.. فها هي الآن تعرف لماذا
هو يهوى أن يروّض وحشيتها
يأبى الا الالتصاق في قلبها إن قفزت فوق أسواره وتمردت عليه
كل الرجال كذلك يحبون من تصارع أمواجهم
...وإن رفعت القلوب راياتها البيضاء
يبدأون في عملية سلخ القلوب وجلد الأنوثة
...مجانين
وهو على رأس قائمة المجانين
إن عاد اليها ثانية ستذهب به إلى مستشفى الطب النفسي فهو أنسب من قلبها سكنا له
وماذا يعني إن تمردت عليه؟
فعلا..هو لم يصرخ فيها يوما، فهو يحترم الأنثى فيها
يحترم!؟...
إن كان يحترمها لا يتجاهلها ويمزق كل خطوط التواصل بينهما وهو يعلم بأن هذا يعذبها، هو يستلذ بتعذيبها
...أنانـــي
كل الرجال أنانيين أكثر مما يلزم
ارتعشت...
هل بسبب صقيع النسمات المتسللة عبر النافذة أم بسبب العشق الكاسر المتوحش الساكن فيها؟
لا تدري...
أغلقت النافذة واستلقت على فراشها، نظرت ثانية إلى وجهها في المرآة..لم ترى وجهها
لم ترى غير شعرها الأسود الطويل ينفرد في غزله وغرامه بكتفيها العاريين يكاد يعانق خصرها
تناهى إليها صوته عندما كان يدفن وجهه في شعرها ويغني لعبدالله الرويشد بهمس عاشق
"أحبج وأنطوي طيّات وأرد أفتل مع شعرج.. طويل شلون غزير شلون دخيلج لا تقصينه"
ويغرق فيه وفيها أكثر وأكثر
نهضت من فراشها كالمفزوعة وذهبت نحو تسريحتها، فتحت درجها وسحبت مقصا..
وقصت شعرها مرة ومرتين وألف حتى أصبح نحرها عاريا
!وتناثرت خصلاته في الغرفة

ليست هناك تعليقات: