أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

السبت، 3 مارس 2007

حلم ليلة نيابية - الجزء الرابع

"إنتي كنتِ غير".. "إنتي حلوة".. "إنتي ملونة".. "حرام هالحلاة والنعومة في هالجدية المرسومة".. "ليش ما تزوجتي للحين".. "قلبج خالي ولاّ متعلق بأحد؟".. "شباب الكويت عميان ما يشوفون".."وتنشده لميس أكثر، لم تستغ كلماته ولكنها حاولت أن تبلع فيضها المنسوج بالغزل الصريح، حاولت لميس قدر المستطاع أن تلف دفة الحوار باتجاه السياسة كلما انحرف بها عبيد صوب جزر مخضوضرة بالغزل، ما انفكت تساؤلات عبيد تهطل ماطرة على لميس عن الفساد المستشري الذي بات ينخر في عظام الكويت وضلوعها، وعن أمل بجدوى علاجه وردع انتشاره الفاضح، لميس كانت واقعية ومنطقية كعادتها في هكذا أمور وأخبرته بأنه لو تم القضاء على جزء يسير من هذا الفساد لهو نجاح تصفق له الأيدي وتنحني له الرؤوس تحية واجلالا، ابتسم عبيد ابتسامة اقتناع مشحونة بالحزن، انتاب لميس شعور بأن الذي أمامها لم يعد ذاك المحامي البسيط الذي تعرفه، بل أصبح رجلا مهما متزوبعا يخوض بحرا عاتيا وتتقاذفه أمواج السياسة وتسحبه دوامات لا ترحم إلى قاع مليء بالأنواء، أوهو شعور بالأحرى ينتاب عبيد نفسه أيضاً، ولكن وجه عبيد كان يتغير ويتلون بألوان الصباحات المشرقة إن لف دفة الحديث مرة أخرى إلى تلك الجزر المخضوضرة بالغزل، لتغزو فكر لميس تساؤلات مشبعة بالدهشة، "ماذا دهى هذا الرجل؟.. كان مراسلا مؤدبا وأصبح نائبا غير مؤدباً!.. أهكذا يختل توازن عقول الرجال إن تربعوا على مقاعد وثيرة ذات مناصب رفيعة؟" تساؤلات مغمسة بدهشة الدهشة تموج في فكر لميس بينما يجاهد عبيد في الوصول بدفته إلى تلك الجزر المخضوضرة بعينين لا يتعبهما الصول والجول برصانة - كجنود ساحة سندغما اليونانية - في أرجاء المقهي الإنجليزي ليغمر الاضطراب كيان عبيد أكثر، فهما يجلسان على أريكتين تتوسطان مقهى بات مزدحما وهو رجل بات معروفا ذا وجه لا يختلف في تمييزه اثنان، يلمع بتواجده على صفحات الجرائد بصورة شبه يومية، فهو صحفي وكل زملائه في عالم الصحافة يعملون جاهدين في إضفاء بريقا على بريق نجمه المشع بصورة أو بأخرى، عبيد كان محرجا فهو يخاف من أن يلحظ أحد تلك الريشة التي يحس بها والمعلقة فوق غترته فينغمس في أريكته أكثر، بينما كانت لميس أشبه بعصفور صغير ملون ينفش ريشه مبتهجا استعدادا لنزهة التحليق، أنهى عبيد الحوار ودفع الحساب في عجلة، نهضت لميس برشاقة غزال وعنفوان مهرة لترافق عبيد في مشيته تجاه باب المقهى، بينما كانت عيون الزوار معلقة بهما بنظرات خاوية أو بنظرات قد تكون ذات مغزى، لم تكن تهم لميس في شيء ولكن هذه النظرات كان يحمل لها فكر عبيد جل الاهتمام المشحون بالقلق، لميس كانت تلحظ الذوق واللباقة التي يتسم بهما عبيد بالرغم من بداوته، هل هو كذلك في بيته أم هي لزوم الأناقة؟.. تتساءل لميس، وبينما تتجه لميس مسرعة إلى بوابة الفندق، أشار لها عبيد بالجلوس على أريكة البهو، وجلس أمامها وفجّر على مسمعها بجراة وبساطة رجل:"لميس آنا ريال دايركت.. تتزوجيني؟".. وغرقت عيناه في الأرض كرجل بكر لم يتزوج بعد، انتفضت لميس وتتطايرت منها الدهشة في الهواء ولبستها المفاجأة وغاصت في ارتباك شديد، واستمر عبيد يتكلم بينما اقتحمت جيوش الغضب قلاع لميس، هو متزوج ولديه أبناء.. كيف يجرؤ؟، هو بدوي وهي حضرية من وسط لا يسمح له باختراق حصونها، خلعت لميس لباس الجدية وفكت أزرّة الرسمية، واستحالت مهرة جامحة وقطة مشاكسة لم تعجبها خيوط اللعبة وأخذت تهذي بكلمات لا تحمل في طياتها أي معني مفهوم، بينما انغمس عبيد بنظراته هائما في أنوثة لميس التي انكشفت عارية بسبب كلامه الدايركت، ما انفك أن غطس في قعر الأريكة بعد أن انتبه إلى زوبعة لميس وتذكر منصبه وسمعته النيابية التي تكاد لميس أن تبعثرها أشلاء في الهواء، ليرفع لها كفه قائلاً:"بس هوّنت.. سحبتها.. مابي أتزوجج بس تكفين هدّي شوي.. الناس من حولنا ترى.. خلاص يبه سحبتها والله سحبتها".. عادت لميس إلى ثباتها.. على الأقل في تعاملها مع عبيد والذي كانت تحوم فوق رأسه نجوما متلألئة وطيورا مغردة وقلوبا ملونة، فما يراه من ردة فعل لميس هو حياء وأنوثة بعينيه لم يشهدهما قط في لميس التي تلتزم بلبس ثوب الجدية دوما وهو كرجل يفهم ذلك، بينما لا تعده لميس أكثر من غضب عارم يكتسح عرض عبيد.. قد يكون مغمسا ببعض الحياء من هذه المواقف التي تعرضت لها لميس لمرات قليلة في السابق ولكنها لم لازالت لا تعتادها، لحَظـَت للتوّ ذاك السكرتير.. هو يجلس بالقرب منهم.. يادي الفضيحة بجلاجل، حقيقة هي عندما يقولون أن سكرتارية النواب يعرفون كل ما في دهاليز مرؤوسيهم، نهضت لميس ووقفت بعينين تتأرجحان بين أرض الفندق الرخامية والباب الزجاجي، لتردف بصوت خافت:"آنا لازم أمشي، أشوفك على خير.. مع السلامة".. تشوفه على خير متى ولماذا؟.. لا تعرف، هو كلام.. تحصيل حاصل.. أي شي، وفرّت كأرنب صغير من الفندق تاركة عبيد يغوص في أعماق الأريكة لتنكمش هيبته بسبب غسيل لميس الغير محسوب...... صح لسان فناننّا الكبير محمد عبدو إن شدا مغردا:"تهزمني النجلا وانا ندّ فرسان".. هي لم تكون وزيراً أو نائبا بل فتاة.. جامحة كمهرة ومشاكسة كقطة، تمسك مقود سيارتها وتضحك مع ذاتها ضحكة مجلجلة

هناك 19 تعليقًا:

sologa-bologa يقول...

والله عجيب
هالنائب المحامي المراسل الصحفي
المنتمي إلى تيار ليس تحرريا
وفوق كل هذا
الذي يسعى الى الجزيرة المخضوضرة

:)

ما أقول إلا يا شين السرج
.....



في بعد جزء خامس
؟؟؟؟

ودمتم بود

AseeL يقول...

sologa-bologa:

LOoOoOoL
اي في جزء خامس وأخير وبس تخلص القصة

bo9ali7 يقول...

حميل وناطرين
.
.
. بس عندي ملاحظة صغيرة
الفقره هذي
"
خلعت لميس لباس الجدية وفكت أزرّة الرسمية، واستحالت مهرة جامحة وقطة مشاكسة لم تعجبها خيوط اللعبة وأخذت تهذي بكلمات لا تحمل في طياتها أي معني مفهوم، بينما انغمس عبيد بنظراته هائما في أنوثة لميس التي انكشفت عارية بسبب كلامه الدايركت، ما انفك أن غطس في قعر الأريكة بعد أن انتبه إلى زوبعة لميس وتذكر منصبه وسمعته النيابية التي تكاد لميس أن تبعثرها أشلاء في الهواء، ليرفع لها كفه قائلاً:"بس هوّنت.. سحبتها.. مابي أتزوجج بس تكفين هدّي شوي.. الناس من حولنا ترى.. خلاص يبه سحبتها والله سحبت
"
من وجهة نظري كان المفروض تبينين كلام لميس وردها الناري على النائب
تحياتي

AseeL يقول...

bo9ali7:
ودي :)
بس انا احاول اختصر كثر ما اقدر عشان لا تكون القصة بأجزائها طويلة عليكم

بس مثل ما قلت.. هذيان..لأن مو دايما كل شي ودنا نقوله نقدر نقوله

حيّاك

lawyer يقول...

متابعه و ناطرين الجزء الاخير

AseeL يقول...

lawyer:
تسعدني متابعتك
:) عن قريب....

expired يقول...

عزيزتي الانسة كاتبة
جميلة جدا شخصية لميس ارجو ان تظل جامحة ومشاكسة الى ابد الدهر وان لا تجعل من الغيورين والحاقدين قيدا لافكارها

expired يقول...

كاتبة
ذكرتيني كثيرا بمي زيادة فقد احبت جبران كلماته على الرغم من انها لم تلقاه يوما
وظلت وفيه له
وماتت دون ان ترتبط بغيره
هذا الحب لم يوجد الا سابقا
حين كان للمشاعر معنى وللبعد الزمني روحا تبث اشواقا ولهفة في قلب المحب

كتاباتك جميلة كانها تنتمي الى ذاك الزمن الجميل

visionary soul يقول...

عزيزتي
لا أعلم لماذا انتابني شعور بالشفقة علي عبيد وهو بموقف الهزيمة ولربما انطفأ هذا الشعور بعد نزول " تهزمني النجلا وانا ندّ فرسان"..
دائما استظل بغيمة كتاباتك فهي تظلل مكامن ذاتي
وشكرا على حروفك المضيئة

مترقبة جدا للحلقة الأخيرة

طائر بلا أجنحة يقول...

أسلوب كاتبة قصصية محترفة

دليل الروعة أنك ترسمين لوحة بكلماتك و أسلوبك لا نراها بأعيننا و لكن بعقولنا , هذا هو قمة الأبداع و الأجادة

لا أعلم لماذا تخيلتهم بمقهى الشيراتون

يوم سعيد

AseeL يقول...

expired:
لميس شخصية جامحة غير قابلة للترويض الا من قبل قلب محب
وجود الغيورين والحاقدين في حياتها هو بلا شك دليل على نجاحهاوتوهج نجمها

أشكرك على كلماتك الدافئة ولا أنثر هنا الا جملة واحدة: وانا من ذاك الزمن الجميل :)

AseeL يقول...

visionary soul:
لا يهزم الفرسان الأشداء الا قلوب عاشقة وأنوثة مفعمة بالغنج والمحبة

لا ينكسر خاطرج على ريال...حبيبتي ماكو ريال مسكين :P

أحيانا تكون روحك كالنسيم العابر على غيمتي يتنزه بها في سماء فكر واسعة

:) شكرا على روحك المضيئة

AseeL يقول...

طائر بلا أجنحة:
اخجلت تواضع سطوري وكلماتي (*^_^*)

مقهي الشيراتون أحلى مقهي فندقي ;)

يا مطول الغيبااات

ReD Lady™ يقول...

.......

AseeL يقول...

red lady:
:) :) :) :)

Unknown يقول...

غريبة المرأة
اذا جاء الرجل من الباب طلعت الف عيب وعيب
طريقة الرفض دلت على قلة ادب
الرجل طلب الزواج ولم يطلب الزنا
يعنى اللى يقول ابى اتزوجج يكون كفر؟
واذا كان بدوى؟
ولو كان متزوج
فى حريم وايد من الحضر يقبلون بالبدو وفى حريم اكثر تقبل تكون زوجة ثانية اذا لقت فى الرجل المواصفات اللى تبيها
فطريقة الرد تعبر عن الشخصية
والادب فضلوه على العلم

AseeL يقول...

mishari:
اسمحلي مشاري...بغض النظر عن الفئوية التي قد تؤثر على أسلوب حياة وتربية أطفال ونمط معيشي..كفتيات الزواج الثاني يعد جريمة وانتقاص من حق المراة الاولى والثانية
قد يفصل بين هذا الطلب والكفر شعرة صغيرة
هي وجهة نظر انثوية بحتة ليس من الضروري ان تتقتنع بها كرجل كما ليس من الضروري ان نقتنع بوجهة نظرك :)
قلة الادب شيء والحياء الممزوج بالارتباك وبالغضب شيء آخر

Unknown يقول...

طلب الزوج اذا كان الرجل متزوج قريب من الكفر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يا ستى فى بالشرع كلام يقول عن اية الزواج
ان الاصل هو التعدد والاستثناء هو التفرد بالزواج
يا ستى لا تعترضون بدون ما تعرفون
ولا تقربون من الكفر
فالعديد من يقع بالكفر والاخطاء المميتة بسبب الجهل

:)

AseeL يقول...

mishari:
يا سيدي ربك سبحانه قال : ولن تعدلوا

اي في عرفناالانثوي أقرب للكفر
اي مثلكم تجحدون وتكفرون بالنعمة لا صارت الخيانة والتعددية بلا سبب مقنع

اذا حاب تتزوج من ثانية كيفك يبه..احمد ربي الف مرة انك منت ريلي..الله يعينها
LOL

هالريال يغيب وغنايمه مو شي :p