أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

الاثنين، 1 يونيو 2009

التفاؤل

.حدقت في السماء مليّا.. وقالت متوجّسة: "السماء حالكــة!"
.
قلت لها: "انظري إليها جيدا.. إنها ملئى بالـ نجوم."
.
.
قالت: "ولكن النجوم بعيدة وتبدو لي صغيرة، لذا.. ضوئها خافت جدا"
.
قلت: "لأنك ترين انعكاسات ضوئها على عينيك.. بينما قلبك تغشيه حلكة السماء"
.
قالت: "...لأن السماء أكبر حجما وأكثر وضوحا من كل النجوم!"
.
قلت: "لا.. بل لأنك تشعرين أن السماء بظلمتها هي الأقرب لك، لذا ترينها كبيرة وواضحة، ترتدينها كـ عباءة فتحاصرك عن يمينك وشمالك، وتلبسينها كـ قبعة فتغطيك من فوقك، تلتحفين بـ ظلامها وتنسين أن النجوم بـ ألقها ما برحت تطالعك... تنتظر محاولات قطفك لها."
.
قالت: "ولكن أحيانا.. وبرغم النجوم المعلقة.. ظلمة السماء ترهقني.. أشعر وكأن الليل بها يطول..!"
.
ابتسمت وقلت: "أنت تدركين جيدا أن الليل لا بد له أن ينجلي.. وأن الشمس لا بد لها أن تشرق..!
.
هكذا هي الحيـــاة.. لو ما شربنا من كؤوس الحزن لما تذوقنا طعم الفرح.. و لو ما غرقنا في الفشل لما ركبنا سفينة النجاح.. ولو ما درنا حول ساقية مشاكلنا لما جنينا حصاد الحلول..
.
.. انظري من حولك..!!... وطالعي ما هو أكثر سموا ورحابة..
.
فـ لولا انفجار الكون لما تزين ثوبه بالـ كواكب.. وما تطرز بالـ نجوم.. ولا كانت السماء والأرض تزخران بـ ألوان الحياة..
.
ولولا عراك الغيوم لما سقط المطر وما رأينا بـ سقوطه أقواس القزح ضاحكة في وجه السماء..
.
ولولا غضب البراكين ولهيب الحمم لما تمسّدت الأرض وتخصَبت، وما زرعنا فيها الحقول وجنينا الثمار..
.
ولولا برد الشتاء وعواصفه.. لما لبست الأشجار فساتين الربيع المطرزة بـ الزهور..
.
ها هي الحياة من حولنا يشتعل فيها العراك والخصومة.. ويعتريها السخط والغضب.. ويلفها البرد والزمهرير.. فـ تزرع بذلك ورغما عن ذلك نجوما وزنابقا وثمرا.. وترسم في وجهها أقواس قزح..!!.
.
... فلم نزرع اليأس والقنوط في أعماقنا.. ونمنح للـ تشاؤم فرصة التسلق على شبابيكنا.. فـ نضطر قسرا إلى إغلاقها في وجه الشمس..؟!
.
عزيزتي ...
.
عندما تحسين بـ وحشة الليل وظلمته.. إعلمي بأن الصبح بـ نوره لا بد آت...
.
وعندما تشعرين بـ وخز الأشواك في أصابعك..
.
تذكّري..
.
.. أن الـوردة مازالت بين يديك ..
.
... وإن انحشرت في ضيق الكهوف، وأرهبتك عتمتها، وضيعت الطريق في دهاليزها، كوني على يقين.. بأنه لا بد هناك من مخرج..!
.
فهذه الأمواج التي تبلعك إلى حد الغرق.. هي ذاتها تحمل آلاف المراكب إلى مراسيها بـ ســلام.. كل ما علينا فقط هو أن نذري التشاؤم في عرض البحر.. ونشد أشرعة قلوبنا.. نحسن الإمساك بـ مقودنا.. ونترك بوصلة عقولنا تحدد الطريق!"
.
نظَرَت إلى السماء الحالكــــة..
.
... وهتفت قائلة: "انظري.. هناك شهابا يسقط ويحترق!!.. ولكن سقف السماء مازال مرفوعا.. وفي صدرها نجوما تبتهج ..!"
.
سكتت عن الكلام وابتسامة في قلبها ترتسم... نظرت إلى عينيها..
.
فـ لمحت فيها.. ألق النجوم .

.

هناك 4 تعليقات:

Mohammad Al-Yousifi يقول...

الله يديم التفاؤل

Nikon 8 يقول...

أحلى ما في الوجود هو التفاؤل والأمل
سلمت يداك على هذا الموضوع :)
تحياتي :))

AseeL يقول...

ma6goog:

علينا وعليك

وعالكويت

AseeL يقول...

Nikon8:

لولا التفاؤل لمات الكثير من المعاني الجميلة منذ زمن بعيد

الله يسلمك

وأجمل تحيات لك ;)