أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

الثلاثاء، 23 فبراير 2010

الحب والصداقة

من قديمي:-

* الصداقة لا تنتهي وإن تقطعت الطرق يوما بها تظل أبوابها مشرّعة، ولكن الحب إن شد رحاله مودعا فإنه لا يعود، فمن نقدر على نسيانه باعتماد موثق من قلوبنا، لا يعود توقيعه أبدا على أوراق حياتنا.

* إن شد الصديق أشرعته قد يعود بها النسيم يوما إلى شواطئنا، ولكن إن شد الحبيب أشرعته، حتما ستردها العواصف وتشدها إلى شواطئنا ثانية، فالحبيب الحبيب لا يقوى على الفراق وإن طال الزمن.

* شجرة الصداقة تظل مورقة، وإن زارها الخريف تعود وتورق في صيف جديد، ولكن شجرة الحب ليس لها إلا أن تعيش ربيعا دائما أو خريفا أبديا.

* الأصدقاء كـ درجات السلالم، تقف صداقتهم على مختلف درجاته صعودا ونزولا، فبعيد الأمس قد يصبح قريبا، وقريب اليوم قد يصبح بعيدا، ولكن الحبيب يأبى ويأبى معه قلبنا إلا الوقوف عاليا على القمة.

* الصديق قلبه مشاع للجميع، ولكن من نحبه، لا نقبل إلا بأن نملك صك قلبه لنا وحدنا، فالحب لا يتجزأ، ولا توزع مشاعره حلوى في كيسه على الجميع.

* الصداقة تمشي في طرقات حياتنا وتبحر في زوارق أيامنا، بينما يأبى الحب إلا التحليق عاليا في سماء عمرنا، ليغمرها مطرا وشموسا وأقمارا.

* بالصداقة تزهر حياتنا ويسعد يومنا بها، ولكن الحب يزرع بستانا في قلوبنا، وتخلق السعادة ملامحها من تفاصيل يومنا.

* الصداقة كـ حصاد الحقول، تتنوع في أشكالها وقد يقل مقدارها أو يزيد، ولكن الحب ليس له إلا شكلا واحدا لا يقبل أنصاف الحلول، إما أن يكون قويا أو ينتهي إلى الأبد.

* قد يولد الحب من رحم الصداقة، ولكن الحب لا يولد من براعمه إلا الحب، فليس للـ بركان الذي في داخلنا أن يخمد ليبنى من ركام حممه صداقة على سفحه، فـ محال أن يصبح الحبيب صديقا.

هناك 4 تعليقات:

Naif AbuSaida يقول...


آهٍ ياأسيل
أصبتِ كثيراً هنا

ويبقى الحب.. الإستثناء الوحيد للقاعدة
(الأشياء لا تفنآ ولا تستحدث من عدم)!!

دمت بود،
نايف

M_Al-Enezi يقول...

مررت بهذه المدونه الرائعه منذ فتره, وها انا أعاود المرور مرات ومرات. الكلمات هنا تختلف بشكل تام عن أي مدونه أخرى, لعلها تنطلق من القلب دون رتوش...

للمره الأولى أعلق في عالم المدونات ولعلها الأخيره, فقط أقتضى الأطراء :)

AseeL يقول...

نايف:

لا يفنى وإن مرت السنين، وإن تعاقبت الفصول وتقلبت، وإن احرقه القدر والبشر تنينا وذراه خلف الأفق البعيد، يعود والغيم لنغتسل به مطرا لنزهر فجر كل حنين، يعود وخيوط الشمس ذهبيا صبيحة كل أمل ليزيد قلوبنا توهجا، وكالقمر يطل علينا عشية كل يوم ليمدنا بالنور في العتمة، كالماء والحياة... يستمد دورته من نبض قلوبنا..

... يستحدث من حيث لا نعرف، يزهر بالكلمات، وينضج بالمواقف، سقطة تعيننا علي النهوض بقلوبنا من تعثر الخطى.

أطلت الغياب يا نايف!

AseeL يقول...

:M_Al-Enezi

تنطلق
من
القلب
دون
رتوش

:)


سعيدة لتكرار الزيارة، تمنياتي بأن لا تكون الزيارة الأخيرة...
وشكرا لتميز مدونتي بتعليقك الأوحد.