أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

الاثنين، 12 يوليو 2010

رسالة إلى سنونو

تحية بـ مذاق الخيبة وبعد،،،

لن أشفي غليلك بالأسئلة شوقا، ولن أتقصى سائر الأخبار بدءا كما اعتاد المحبين أن يفعلوا في رسائلهم، فـ بتّ أدرك تماما.. بأنه ليس كل المحبين نوارسا يشدهم الحنين ريحا إلى شواطيهم، فـ بعضهم نعام.. يدفنون قلوبهم في حفر الغياب، ينتفون ريش المحبة من أجسادها، ويمعنون في تعريضها لـ أهوال الوجع في سبيل حماية أطفال عنادهم، وبعضهم سنونوّات.. الهجرة من أعشاش قلوبهم سماههم، والترحال على متن الجفاء عندهم.. أبهى من الخلود في أحضان محبيهم.

لا زلت أتذكر.. كيف تشبّثت ذات صدفة بـ كتاب محبتك، بالرغم من أن القراءة ما عادت تستهويني منذ حزن ونيف، كنت آمل أن أفتح دفتيه فـ أجد في أول صفحة إهداء بـ اسمي عبقه حنانك وتوقيعه بـ اسمك، اقرأه على مهل.. استطعم حروفه.. والتهم كلماته بـ شهوة عاشقة، ووردة تباغتني بين صفحاته.. لا تذبل بـ قيظ خلاف أو شح قدر، لونها قانِ على غير العادة، ولا تشحب بـ لدغ عقارب الوقت، كنت آمل ذلك.. ولكن "الخيبــة".. كانت هي عنوان أخر الفصول في كتاب محبتك.

تحت مظلة السماء والبحر ثالثنا.. حيث كان أول لقاءاتنا، استيقظت في ذلك المساء أميرة على قبلتك، أكاد أحسّها دفئاً على شفتي وإن لم تكن، احتضنت كفي.. فـ كانا كفيّك لها محّارة.. "هكذا همست لي"، وفي عينيك.. رأيت حبنا كـ القمر عاليا ومنيرا، حينها.. غفى على صدري ألف نورس، وتدلّت على كتفيّ نجوم تنتظر قطفك، أو.. توهّمت ذلك، فما كنت أدري بـ أن حبنا في عينيك حصى دوسها سهلا، وركلها على شاطئ الهجر... لا يضيرك شيئا.

عندما جلست قبالتي ذات يوم، واحتويت الغيتار في حجرك.. حسدته، وعندما ضممته بـ ذراعيك.. حسدته أكثر، كانت أصابعك تداعبه، وكانت عيناك تداعب عينيّ، آثرت الهروب من خطى عينيك كي لا تخلد إلى النوم براءة الطفل فيّ، حينها.. توّهمت أني غيتار لا تجيد العزف عليه سوى أصابع محبتك، وأني سأكون أبهى وأروع بين ذراعيك، وأعذب نغما ولحنا بـ عزفك، وما علمت.. بأن النشاز سيكون من نصيبي.. وبأني سـ أركن في زوايا الجفاء.. كـ الكراكيب المهملة..!

في تلك الليلة.. أطفأت شمعتي، وكانت عينك عني مطفئة، جلست أنا والقمر بين جموع المهنئين.. وحيـدين، كلهم كانوا يرقصون هازجين، بينما قلبي بهلون حزين، رقص على حبل الوقت انتظارا.. وما أتيت، فـ لملم خيبته كـ عجوز تكفكف حزنها لـ سماع خبر موت ابن طـــال غيابه.. كانت هديتك الأكثر إيلاما.. وكان مذاق كعكتك الأمرّ من بينها جميعا.

أتذكُر ليلة أن خاصمني الفرح؟.. فـ توسّد قلبي صدر حنانك وبللت دموعي ضلوع مساءك؟.. ليلة أن أصبحت أنا.. نهــرا.. ضفافه ذراعيــــك وسماءه عينيك.. شراعه الهوى وزورقه الوحيـــد هو أنت؟.. ما كنت أدري حينها أن هذه الضفاف.. مزاجيّة الاحتواء، وهذه السماء.. حال طقسها غادر، وأن هذا الزورق في نهري.. مجرّد..... عــابر.

ذات حنين.. همست لي بـ أنك طائر مهاجر، جغرافية الأرض لا ترسم تخومه، وطنه الإنسان، وحدوده بـ وســـع الكون، المشاعر والقيم ملاذه.. وها أنذا ألمح عبر نافذة الغيـــاب على سرير اللامبالاة.. يستلقي جسد قلبك، يضاجع القسوة.. كي لا يدوم على طهر محبته، لم أكن أعلم بـ أن قلبك خـــائن، ومشاعرك فاجرة ورخيصة، وأن الإنسانية مجرّد.. حشرة مضيئة في غابتك..!!..

في فصل الخيبة من كتاب محبتك، وتحديدا.. على الصفحة الأخيرة فيه، لصقت ورقة صفراء وصغيرة تشبه قلبك، وبـ لسان قلبي أتممت عليها آخر سطورك.. فـ كتبت: "..... سأعلق حبك على جدار النسيان بـ مسمار جحودك، وسأترك لك حبي على منضدة الحلم وهج شمعة، وبعدها.. سأحمل أمتعة الخيبة وإلى محطة الفراق أذهب، وهناك.. حيث القلوب مسافرة، ومقاعد الانتظــار شاغرة، والصافرات يشوب صوتها الأنيـــن، والكل وجعا.. يتأهّب للـ رحيـــل.. وأنا... ما سافرت!!... ما عدت أحصي قطارات الحزن والفرح التي تمر على سكة أيامي.. فما عادت كلها تعنيني وتعنيك.. فـ قلبك حزم حقائبه و.. ســــافر ... .. ."

ذات حب.. كتبت ( أحبّـك ).. على شجرة صندل

فـ كتبت لي.. أ ح ب ك . . على ركب الريح. . و. . . ذهبت. .
.

ريشة في مهب محبتك

.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

العزيزه/ أسيل

هذه المنحوته المعلقه على هامة مدونتك, حري ان تنقل الى قارعة الطريق,ليستدل بها من ضل طريق الخيبه وسلك طريق الأمل.

الخيبه, ذلك الضعف الذي نكابره, أن نشعر بها ساعه خير من أن نعيش على أمل!

للمره الثانيه, يصادف أن أكون أول المعلقين , يالهذا الأمل:)

غير معرف يقول...

ساعة الخيبة اعترتني من قبل، لكنها خيبتي بي، أدركت بعدها أن الأمل لا يمكن أن يرنو إلى المثالية.

الأمل كالواقع تماماً، إلا أنه لم يحن بعد، ربما بسبب المكابرة تسلطاً على القدر، أو ربما هو إدراك خفا على البصيرة فأجله القدر.

و لربما يحمل السنونو من المعاني أعظم مما حمل طائر الفينيق، و إن أظهر غير ذلك

AseeL يقول...

غير معرف 1:

منحوتة صنعتها أنامل حب بإزميل خيال وشيطان كتابة يندس بين ملائكة الحروف..!!...

بل أن نحلق على متن الأمل خير من أن نكسر أجنحة أرواحنا فنهوي وباليأس نرتطم، لا تطفيء باليأس غدك وتحرق يومك..!

...لم نحرم قلوبنا من متعة الأمل؟

شكرا للزيارة



غير معرف 2:

بالأمل ستبدو ملامح قلبك أبهى، والبهجة أقرب إلى بابك..

الواقع صندوق دنيا، قد يخبيء البهجة في جراب الخيبة وقد يكون في جداره المسدود باب سرّي للحب..!

الحياة مليئة بالاحتمالات والمفاجآت..!؟!

... ليكن الأمل عشك.