أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

الأحد، 8 أغسطس 2010

رسالة إلى نورس

تحية مثخنة بالعشق..

....... لا تليق إلاّ بك !

لن أبدأ رسالتي بسرب الأسئلة، ولن أسمح لعصفورة الأخبار بأن تنقر حروفي كما عوّدها العشاق أن تفعل برسائلهم، سأبدأ رسالتي هكذا... بلا مقدمات، كالرعشة الأولى.. كالخفقة الأولى.. كشرارة الحب التي صعقت قلبينا حين النظرة الأولى.. يوم أن أصبحنا على يقين الحب بيننا، أبدا ما كنت أؤمن بالحب من النظرة الأولى، وعندما أحببتك.. أصبحت أؤمن بالنظرة الأولى من الحب، فعبر جسورها تكون البداية، وخطاها تشي بتفاصيل الرواية، وهذا الجسر رغما عن هزات قدرية ما برح معلقا، وبفعل عوامل التعرية ما تآكل فيه الحب.

هكذا هو الحب.. عندما يأتي لا يضرب للقلب موعدا، يدخل خلسة على أطراف أصابعه من باب القلب الموارب، قد يسكن القلب بغية الإيجار أو وقفا ريعه يعود إلى أطفال النبض في قلوب المحبين.

وأما حبك، فهو دين وقلبي نبيّ.. تعمّد أطفال النبض فيه، وتعلقت أجراس البهجة في حناياه، وتطهّر من ذنوبه بآلام محبتك، بدينك.. كان لقلبي الخلاص والإخلاص، وعندما أسكنتني في دير قلبك، أشعلت الشموع لأجلك وكالرّاهبات أقسمت.. بأن أنذر محبتي لك، ولا أعتنق دينا سواه.

هم لم يصلبوا قلبي... ولكن شبّه لهم، ورفعه الله إلى جنة قلبك !

ذات مساء ملبّد بحضورك.. جثوت على ركبتك، واحتضنت بيدك كفي بحنو، وقبلته كعاشق انتفض للتّو من بين جلدتي ديوان شعر قديم.. وقلت بخفوت: "إني... أعبـــدك".. حينها لم أشتهي أن أسمعك، فعينيك كانتا أكثر فضحا لاعتناقك محبتي من بعد إلحادك، جلجامش.. كان مخطئا عندما جاب الأرض بحثا عن عشبة الخلود، فما وجدت الخلود إلا في نظرة عينيك.

وهنــــاك.. حيث كنا وحيدين تحت إكليل السماء، تحوّل المكان إلى مجرة عشق، شمسها أنا وكوكبها الوحيد هو أنت، ومن بين ألق النجوم لمحتهن بهيبة آلهة نحوي قادمات، إيزيس.. وعشتار.. وأفردويت.. وفينوس.. كلهن تحلقن حولي لتتويجي ربة لهن في كل الأزمنة وكل العصور، منذ تلك اللحظة.. وأنا أغتسل بضوء الشمس.. وألف جسدي بملاءات الريح.. وأتزوج القصب وسنابل الحقول كي أنجب ألف ألف إيزيس، وأوزع نبضي على قلوبهن حصاد حبك، لعلها تفي.. وتملأ مخازن قلبك الشاسعة !

عندما كنت طفلة.. تلهو بحصانها الأشهب الخشبي، لم أكن أدري.. بأنه على حين غرّة سينصب لي القدر فخا عشقيا، ويرسل قلبك حصانا يجتاح مدينتي، معبئا فيه جنود نبضك، راشقا فوق أسوارها سهام حبك، مخلفا في ضواحيها حريق جميل، حينها.. شهدت فيك قوّة هرقل وضعف باريس، وضراوة عاشق ما عرفه التاريخ بعد، عاشق.. لا يشبهه رجل في عشقه سواك، لأعلن بعدها أن النصر هو هزيمتي أمام جندك.. حبك شيدني أول وآخر حضاراتك، وأنت.. ما برحت مليكي الوحيد.

تخوم حلمي كانت تنتهي عند قبلة توقظ من سباتها العميق محبتي، وما كنت أحلم قط بأن تكون الإلياذة قصتي !

عوّدني حبك.. أن أخلد إليه كما يخلد إلى النوم الأطفال، أتدثر بشغفك بي وأتوسّد توقك إلي، أضم إلى صدري مخدة الحلم كل ليلة، وأغمض عليك أجفان محبتي، وحين تتوالد الأحلام فيّ، أحتار بأيهم أختار، وفي ربكة أحلامي بك أجمعها كلها وأضعها في سلة الأمنيات، وحتى لا ينتهي بي مطافها سريعا، أسلك بها الطريق الأطول، ففي تفاصيل الطريق متعة لا تشبه متعة الوصول، وعندما أتوه ويتربص بي ذئب غيابك، قطعا.. يكون الحطّاب طيفك.

عندما يهب عليّ هجير بعادك، تتكاثر فيّ كالأشجار ذكراك، أقطع جذوعها بحسب عدد دوائر الفرح، أنتقي الأصغر عمرا، وأشعل بها نار الحنين ليتسرب إلى أوصال قلبي دفئك، ومن ثم.. أركن الهرمة منها في زوايا القلب لأيام أشد برودة.

دوما تراني مغسولة بالنور كالبدر في تمامه، نقية.. حنونة.. وجميلة كبطلات الخرافيّ من الحكايات، وأما أنا وبعد أن قبلتك عاشقة.. رأيتك آسرا وشهيا، ثوري كمناضل.. شهم كفارس.. ونبيل كأمير، كم لمنني وهمسن في إذني بأن الضفدع في مستنقع آسن لا يستحيل أميرا، ما يدركن.. أن هذا المستنقع لا يشبهك، وأن جينات رجولتك لا تنتمي إليه، وأنك رجلا.. القصص الخرافية هي مسقط قلبه !

ذات عشق وجنون.. كتبنا على سدرة حرفي وحرفك..

وعندما جاء الخريف.. كنس حرفينا..

فتبرعما في ربيع قلبينا ..... أقحوانتين .....

عاشقـــــة ..

... مرساها جنونك،،،

هناك تعليقان (2):

Nikon 8 يقول...

مبارك عليك الشهر يا أسيل
تعودينه إنشاءالله بكل صحة وسلامة
:)

AseeL يقول...

Nikon8:

علينا وعليك نيكون
أجمعين انشالله..
مشكورة :)