أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

السبت، 30 أغسطس 2008

زمن الكلاب

.
ذهب الى مختار المنطقة شاكيا، وبعد انتظار طويل على باب مكتبه سمحوا له بالدخول، سلم على المختار على عجل وقال بضيق شديد: «فخامة المختار المعظم جئتك شاكيا، فالحي الذي اقطنه بات تكثر فيه الكلاب، راجيا الحزم في ردعها والقضاء عليها، بعض الكلاب ضالة ومشردة تتسكع في شوارع الحي وتقتات من اكياس الزبالة، والبعض الآخر هي كلاب ذوات تابعة لقاطني الحي، فقد كثرت هذه الايام في حينا ونباحها بات يقض مضجعي، ووجودها يقلق راحتي».
.
ابتسم المختار وقال: «الامر بسيط ولا يستدعي الشكوى، غير ساعة نومك، وبدل اسباب الراحة عندك، وصدقني، ستكون حالك على ما يرام».
.
نظر الى المختار بدهشة وقال: «يا حضرة المختار المحترم الامر لا يقتصر على ذلك، فالكلاب الضالة تنفض اكياس الزبالة وتنثر ما فيها حول بيتي!»
.
قال المختار: «استغل هاتيك الفرصة واستفد من ذلك، وكن اذكى من رجل لا يملك الا الشكوى، وشارك الكلاب في نفض الاكياس، والتقط ما تنثره من اكوام الزبالة، ولا ضير ان اتسخت يداك وضميرك ايضا، فنحن في زمن الوساخة».
.
استرسل قائلا للمختار بحنق متجاهلا كلامه: «ويا سعادة المختار كلاب الذوات تعيش بيننا ومن حولنا، وحالها افضل من حال كثير من البشر، تراها بعلياء اصحابها وتبجحهم تنتهك حرمة اسواري وتعيث بحديقة بيتي فوضى وفسادا، وما برحت تقضم يومي وغدي وتأكل من صحني!»
.
رد عليه المختار بضجر: «الرفق بالكلاب يا هذا، للحيوان حقوق كالانسان ايضا، ما الضير بأن تدعها تمرح في حديقة بيتك، وان تقاسمك لقمتك وتشاركك في اكلك؟ لا تكن صلبا فتكسر، وكن لينا كالطين الملون الذي يلهو به الاطفال وواكب زمنك، وان قضمت من يومك وغدك، فلست اول من مُورس القضم على ايامه، قد يأتيك يوم تأكل فيه من صحن غيرك، ولو دامت لغيرك ما اتصلت اليك».
.
نظر الى المختار باستنكار وقال: «وان رضيت بذلك، الا تعلم أن بعض هذه الكلاب مسعورة؟»
.
أجاب المختار غير مبال: «لدينا في المخازن من الامصال ما يكفي، وان كان الحي اصبح مكتظا بالسكان، الاحرى بنا ان نغربل قاطنيه ونخفف من كثافة سكانه!».
.
تثاءب المختار وحدق في الشاكي بعينين خاويتين، فقال الشاكي: «يا سيدي المختار، جئتك شاكيا حال حينا المبتلي بقطيع من الكلاب، ولا آمل إلا بكف اذاها عن حينا والقضاء عليها، ولكني اراك راضيا ومسرورا بوجود الكلاب تملأ هذا الحي!».
.
أشاح المختار بوجهه وقال: «يا هذا.. أنا مختار هذه المنطقة، وشؤون هذا الحي ترزح تحت امري، وأنا مشغول جدا وليس لدي من الوقت ما يكفي لأهدره معك، خذ مني نصيحة قد تنفعك وتحل مشكلتك...»
.
«!قاطعه الشاكي بلهفة وقال: «رجوتك أن تسعفني بها
.
.«!رد عليه المختار: «انبح مثلها
.

هناك 12 تعليقًا:

عثماني يقول...

والله انك اصبت عين الهدف يا اسيل

فلا افضل من هذه الحكاية تعبيرا لما نمر به

و عجبي

:(

Mohammad Al-Yousifi يقول...

قبل اكثر من عشر سنين كان في هبة التمشي عالبحر قبل الفطور

و كان البعض يتمشى بالكلاب للتشيحط

اذكر جيدا احد الاشخاص يتكلم بالتلفون يقول

كلاب يمشون كلاب

غير معرف يقول...

الكلاب وفية مطيعة وصديقة

نحن في زمن اقل

charisma يقول...

ماره اقولج مبارك علييج الشهر
ومن عواده يا اسيل

وان شاءالله لى عوده لقراءه البوست

:*

اجار الدين كشمش يقول...

مبارك عليييج الشهر

فمالله

فــــــرنـــــــاس يقول...

مبارك عليك الشهر و كل عام و انت بخير

فرناس

AseeL يقول...

عثماني:

!كثروا وأنواعهم تعددت


الله كريم

AseeL يقول...

kila ma6goog:

المشكلة ان بعضهم يعتقدون انهم بشر

AseeL يقول...

محسد:

صدقت

اصبح الحذر واجب

AseeL يقول...

((((( charisma )))))

:*

علينا وعليج :)

AseeL يقول...

اجار الدين كشمش:

علينا وعليكم
وكل عام وانت بخير

AseeL يقول...

fernas:

علينا وعليك
وانت بخير

شكرا للتهنئة :)