أجمل ما في الرجال مؤنث رجولتهم، وهي ككل مؤنث في الشرق مغيّبة حتى إشعار آخر - ماري القصيفي

الأحد، 9 أغسطس 2009

كلمات من تاريخ الأنثى

.

بينما كنت أبحث في صندوق قديم أخزن به مهملات من الأوراق والأقراص المدمجة.. وجدت قرصا اسمه.doc ، دفعني الفضول لأن أفتحه، فوجدت فيه هذه القصاصة التي لا أذكرها، عندما قرأتها.. ابتسمت، لأني وجدت رقص حبري وفكري على الورق لم يتغير إلى اليوم.. منذ تلك السنة، أترك بدائية كلماتي هنا.. تماما كما هي.. وبلا تغيير:

منذ بدء الخليقة…

عندما كانت الدّنيا إلاقا…

في ديمة متخمة…

وعلى أرض مثخنة…

اندلقت والمياه الماطرة…

بخطوات سافرة…

برجع صدى خلف التّخوم…

خلف الدّيار الغائرة

بأحداق آلقة…

كانت الأنثى…

ليست كاسرة…

ليست آلفة…

و لا بوردة عاطرة…

أيّهذا الواقف وراء الأفق

يا من تتخفّى بالظّلال العابرة

إنّي أعلم…

أنّك قد أسرجت أوهامك الجامحة…

الّلاعقلانية

السّابحة في ديمومة الفكر الجائرة…

إن كنت رجلا…

فهي الأنثى السّاخطة…

علي رأسك…

جلدك…

حنجرتك…

على ثيابك الفضفاضة الواسعة

على أحبارك…

دساتيرك…

و قوانينك المشرّعة!

أيّهذا الواقف وراء الأفق…

يا من تتخفّى بالظّلال العابرة ..

هل ترفض بلّورة مطر…

أحضان غيمة ساهرة؟

تنداح الأنجم عن اكتمال بدر

عن نوره غائضة…

شاحبة

بين الأيادي ليست بدمية…

وبريشة فنّان ليست بلوحة…

لا…

ليست بوردة حائرة …

حتى تكون زهريّة مسوّرة!

… هي الأنثى…

ليست رواية حالمة…

وليست سوى…

لدور حب جائدة

أيّهذا الواقف وراء الأفق…

يا من تتخفى بخوار السائمة

بصليل البارقة…

وبجعجعة الطواحين الـفارغة

إنّ الجرّة صيغت من صلصال

وكذا الرّجل

خلق من كومة رمل مغمس بالماء

على حدّ سواء

وما اعوجاج نخلة

الاّ من زمجرة ريح… أو هزّة اعصار

قد تكو ن أنت…

أو تكون هي…

لا فرق… عند الرّيح والاعصار

إن كنت صلبا…

فهي النّعومة الفائرة

إن كنت سقفا…

فهي البيو ت العامرة

محال أن تصفّق اليد الواحدة

أيّهذا الرّجل…

لـعمري لن تضاهي…

شمسا في سمائك ساطعة

فحين تكون رجلا…

تكون… هي الأنثى!

.

❊* ١٩٩٤ *❊

هناك 12 تعليقًا:

Mohammad Al-Yousifi يقول...

من ذاك الوقت و انتي تشوفين العالم كرجل و امرأة

انا شخصيا ما اشوف فرق بين الاثنين

AseeL يقول...

ma6goog:

لست انا من يرى ذلك.. بل مجتمعك!

كن أنثى وطالع ذاتك بعيون المجتمع "بشكل عام" بمختلف شرائحه ومستوياته.. حينها ستفهم ما أعني :)

عندما تكتشف بأن محيط المجتمع مختلف تماما عن محيطك، تصبح انت وهو خطان متوازيان لا يلتقيا

تبا للمجتمع



وسلامي لك :)

moodart.net يقول...

"… وكذا الرّجل

خلق من كومة رمل مغمس بالماء"


من اين اتيت بهـذة المعلومة ؟؟؟؟

AseeL يقول...

moodart.net:


الم يخلق سيدنا آدم من طين؟

لست بصدد نسخ معلومات دينية وعلمية
هو تعبير أدبي ليس الا

moodart.net يقول...

حسنا كيف عرفتي ان سيدنا آدم خلق من طين ؟

AseeL يقول...

moodart.net:


ماهو الهدف الذي تريد الوصول إليه.. ماذا وراء أكمتك؟

:)

moodart.net يقول...

اعنى ان نفس المصدر سيخبرك ان هناك فرقا بين الرجل والمرأة
عليك بالاقرار به ايضا .
لكن من الناحية الاخرى فهناك عادات وتقاليد خاطئة ستشفع لك لكتابة هذه الخاطرة .

اما عن التذمر فهو حق مشروع :)

AseeL يقول...

moodart.net:

عزيزي...

الفرق لا يعني اعتبار احدهما اقل من الاخر بل يعني ان كلاهما مكمل للآخر

والمجتمع بصورة عامة ذكوري لذا يتمسك بالتقاليد لأنها تدعم الذكر ويقف عند التفاسير لما قبل قرون من الزمان وبعيدا عن احتساب الاختلافات البيولوجية والفيسيولجية ليسانده اكثر في احتساب فوقية للذكر على الانثى

الكلمات مليئة بما يدل على ان كلاهما مكمل للآخر بلا مساواة آو فوقية احدهما على الاخر..


سعيدة بمرورك الاول

حرف يقول...

في الخيال الأدبي يجوز استحضار حقائق غير علمية حتى لو كانت اسطورية

الخيال الأدبي أعذبه أكذبه ، وأكثره بلاغه هو أكثره مبالغة

محال أن تصفق اليد الواحده ، هو أوضح مثال على أن الإنثى في كتاباتك هي اليد الأخرى المكمله على نفس القدر من الأهمية بلا زيادة أو نقصان ، واليدين متساويتين متطابقتين ومكملتين لبعضهما بلا أفضلية


كتابه أكثر من رائعه ، هل هي بالفعل سنة 1994 ؟

يبدو أن النهل الأدبي الذي نهلتيه منذ بداياتك كان غاية في الصفاء ليشكل هذا النبوغ المبكر

تحياتي

Barrak يقول...

هل ترفض بلّورة مطر…
أحضان غيمة ساهرة؟

ماشاءالله

من سنة ٩٤ وكلماتك راقيه وصادقه

وتبا للمجتمع

AseeL يقول...

حرف:

وفي الحب... كل الأساطير قابلة لأن تكون حقيقة

جيد أن عصافير فكري كانت تحلق في هذا الاتجاه بعيدا عن معاجلة الأفضلية بأفضلية


.. التاريخ يقول ذلك !!

ويبدو لي أن قاموس المفردات في رحلة السنين..

... سقط من المقلمة :)

AseeL يقول...

Barrak:

تبا

تبا

تبا

و..

نورت الهمسات..
بـ مرهف الحس براك :)